للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: "هو المحل لعن الله المحل والمحلل له". والسياق للرويانى.

وفى الحديث علتان:

الأولى: ما قيل في سماع الليث من شيخه فقد نقل عن البخاري الترمذي عدم التأكد من ذلك ففي العلل ص ١٦٢ قال: "ما أرى الليث سمعه من مشرح بن هاعان، لأن حيوة روى عن بكر بن عمرو عن مشرح". اهـ. ونقل ابن أبي حاتم في العلل ١/ ٤١١ عن أبي زرعة جزمه عدم سماع الليث من مشرح ففي العلل "قال أبو زرعة: وذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير وأخبرته برواية عبد الله بن صالح وعثمان بن صالح فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: لم يسمع الليث من مشرح شيئًا ولا روى عنه شيئًا وإنما حدثني الليث بن سعد بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو زرعة والصواب عندى حديث يحيى يعني ابن عبد الله بن بكير". اهـ.

فبان بما تقدم أنه وقع اختلاف بين الرواة عن الليث فرواية عثمان بن صالح وعبد الله بن صالح موصولة وفى ذلك أيضًا تصريح من الليث بسماعه من مشرح. خالفهما يحيى بن عبد الله بن بكير حيث رواه عن الليث عن سليمان بن عبد الرحمن مرسلاً. فقدم أبو زرعة رواية يحيى عليهما. ولم يخف عليه ولا على البخاري صيغة السماع التى أوردها عثمان بن صالح بين الليث وشيخه إلا أنه ضعف ذلك إذا بأن هذا فما قاله الزيلعى في نصب الراية ٣/ ٢٣٩ رادًّا على من سبق بحجة ما وقع في ابن ماجه من صيغة التصريح غير سديد. إذ الأئمة أحياناً يضعفون ما يرد من مثل هذا من الصيغ كما ذكر ذلك ابن رجب في شرح العلل عن أحمد وغيره.

وذكر ابن القطان في البيان ٣/ ٥٠٤ عن عبد الحق قوله: "إسناده حسن". اهـ. وتعقبه بقوله: "كذا قال ولم يبن لم لا يصح وأبرز من إسناده مشرحًا موهما أنه موضع العلة فيه وليس كذلك بل هو ثقة" إلخ ثم بين أن السبب في تحسين عبد الحق هو أنه من رواية عبد الله بن صالح عن الليث في كلام له مطول. ولم يصب ابن القطان في ذلك إذ يوهم كلامه أن عبد الله بن صالح تفرد به عن الليث. وفيما سبق بائن في عدم وجدان التفرد. ويفهم من كلام ابن القطان أنه صحيح. وليس ذلك كذلك وإن تبعه ابن تيمية وابن القيم فإن الحق مع من أعله بما تقدم.

العلة الثانية: ما قيل في مشرح وغاية من احتج به احتج يقول ابن معين فيه فإنه نقل

<<  <  ج: ص:  >  >>