والدارقطني في العلل ٥/ ١٤٣ وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٣٥:
من طريق أبى معشر والأعمش والسياق لأبى معشر عن إبراهيم عن علقمة غزا خراسان فأقام بها سنتين يصلى ركعتين ولا يجمع وحضرت ابنا له الوفاة فذهب يعوده فإذا يرشح فقال: الله أكبر الله أكبر حدثنى ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"موت المؤمن عرق الجبين وما من مؤمن إلا وله ذنوب يكافأ بها فيبقى عليه بقية يشدد عليه بها الموت ولا يحب موتًا كموت الحمار" يعنى الفجاءة. والسياق للشاشى.
وقد اختلف في رفعه ووقفه. كما اختلف في سياق متنه وذلك الخلاف على أبى
معشر والأعمش.
أما الخلاف فيه على أبى معشر فرفعه عنه حسام بن مصك. وذكر الطبراني في الأوسط تفرده بذلك وعنه مسلم بن إبراهيم فإن أراد في سياق اللفظ فذاك وإن أراد تفرد إسنادى وهذا هو الأصل فلا إذ لم ينفرد به مسلم عن حسام. فقد تابعه موسى بن داود عند الشاشى وإن اختلفا في اللفظ. كما تابع حسامًا يونس بن عبيد عند الطبراني في الأوسط إلا أن يونس بن عبيِد ساقه بلفظ "المؤمن بموت بعرق الجبين" وفيه رد على الطبراني في زعمه تفرد حسام بما تقدم إلا إن أراد السياق الذى أورده فذاك. وقد اختلف في رفعه ووقفه على يونس فرفعه عنه يزيد بن زريع. خالفه ابن علية كما عند أبى عبيد ولا شك أن ابن علية أقوى من يزيد لا سيما والراوى عن يزيد معلى بن زياد الأبلى لا أعلم حاله. فبان بهذا أن يونسًا يخالف في الرواية الراجحة عنه حسامًا. فعلى هذا يصح كلام الطبراني السابق في تفرد حسام برفعه عن أبى معشر إلا أنه ثابت عنه الخلاف المتقدم فانتقض كلامه بغض النظر عن إثبات صحة ذلك من عدمه، خالف حسامًا أيضًا ابن عون إذ قال عن أبى معشر قال دخل ابن مسعود ثم ذكره فأوقف الخبر وأعظله. فبان بما تقدم أن الرواية الراجحة عن أبى معشر الوقف. وأبو معشر هذا هو زياد بن كليب الثقة.
وأما الخلاف فيه على الأعمش فرفعه عنه القاسم بن مطيب كما عند البزار وقد زعم أنه تفرد بذلك وهو ظاهر كلام الدارقطني. وقد ضعف الهيثمى الحديث من أجله كما في المجمع ٢/ ٣٢٥ وزعم أن القاسم متروك. وفيه نظر فقد وثقه الدارقطني في هذا الموضع من العلل واعتمد على كلام ابن حبان في القاسم الهيثمى ولم يصب.
خالف القاسم عامة أصحاب الأعمش إذ وقفوه منهم الثورى وأبو معاوية ومحمد بن عبيد ووكيع وابن عيينة. ولا شك أن روايتهم راجحة ومنهم الثورى إلا أن الثورى حينًا