الوجه يوافق ما رواه عنه معاوية بن هشام وقبيصة من وجه ويخالف من وجه آخر كما لا يخفى.
خالف الثورى، مالك وابن جريج وابن عيينة ومحمد بن عمرو وابن إسحاق.
فلم يجعلوا الحديث من مسند زيد بن خالد بل من مسند غيره فحينًا يجعلونه من مسند السائب بن خلاد كما فعل ابن إسحاق كما ذكر هذا عنه أبو نعيم وغيره وحينًا من مسند السائب بن سويد. والظاهر من كل ما تقدم أن أرجح الروايات ما رواه القطان ومن تابعه عن الثورى. فالحديث يصح من ذلك الوجه عن الثورى ثم رأيت في علل المصنف الكبير أيضًا عن البخاري تصحيحه من مسند السائب.
١٤٨٨/ ٣٥ - وأما حديث أبي هريرة:
فرواه ابن خزيمة ٤/ ١٧٤ والحاكم ١/ ٤٥٠:
من طريق أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وعبد الله بن أبى لبيد أخبراه عن عبد المطلب بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرنى جبريل برفع الصوت بالإهلال فإنه من شعار الحج". والسياق لابن خزيمة.
والحديث ضعيف إذ أسامة لا يحتج به إذ انفرد فكيف إذا خالف فالصواب أن الحديث من مسند زيد ومما يؤكد ضعفه هنا أن قال بأن المطلب قال: سمعت أبا هريرة وقد نفى سماعه منه البخاري وأبو حاتم بل قالا إنه لا سماع له من أحد من الصحابة.
* تنبيه: وقع في ابن خزيمة "عبد المطلب" صوابه: "المطلب" كما عند الحاكم.
١٤٨٩/ ٣٦ - وأما حديث ابن عباس:
فرواه أحمد ١/ ٣٢١ والبخاري في التاريخ ٢/ ١٨٧:
من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار حدثنا أبو حازم عن جعفر بن تمام بن عباس عن ابن عباس رفعه "أتانى جبريل فأمرنى أن أعلن بالتلبية".
وإسناده صحيح أبو حازم هو سلمة بن دينار الزاهد. وجعفر بن تمام ذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ٢/ ٤٧٥ بقوله: "روى عن أبيه روى عنه أبو حازم المدينى" إلى قوله: "سئل أبو زرعة عن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب فقال: مدينى ثقة". اهـ. وقد نص البخاري في التاريخ أنه الواقع في هذا الحديث.
وقد ترجم له الحافظ في التعجيل ص ٥٠ بما تقدم ثم أردفه بترجمة أخرى بذكر جعفر بن عباس ونسبه إلى أحمد وقد وقع في مسند أحمد في هذا الحديث جعفر بن عباس