من طريق يحيى بن أبى كثير وغيره عن أبى سلمة عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان". والسياق للبخاري. وقد اختلف فيه على أبى سلمة فرواه عنه يحيى بن أبى كثير وأبو النضر وعبد الله بن أبى لبيد ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن عمرو كما تقدم.
خالفهم سالم بن أبى الجعد ويحيى بن سعيد إذ قالا عن أبى سلمة عن أم سلمة خالفهم طريف إذ قال عن يحيى عن أبى سلمة عن أبى هريرة عنها وطريف قال فيه العقيلى: لا يعرف.
والظاهر صحة الطريقين الأوليين وإن كان الذين جعلوه من مسند عائشة أكثر وأحفظ يؤيد ذلك أيضًا أن بعضهم رواه بالوجهين السابقين مثل محمد بن عمرو رواه بالوجهين.
* وأما رواية جبير بن نفير عنها:
ففي النسائي ٤/ ١٥٢ وأحمد ٦/ ٨٠ و ٨٩ و ١٠٦ وأبى يعلى ٤/ ٣٨٢ وإسحاق ٣/ ٩٥٤:
من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير أن رجلًا سأل عائشة عن الصيام فقالت: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان كله ويتحرى صيام الإثنين والخميس". والسياق للنسائي.
وقد اختلف فيه على خالد فساقه عنه بحير بن سعد كما تقدم. خالفه ثور بن يزيد والثورى إذ قالا عن خالد بن معدان عن عائشة فأسقطا جبيرًا.
وقد اختلف فيه على الثورى وعلى ثور أيضًا.
أما الخلاف فيه على الثورى فقال عبيد بن سعيد الأموى عن خالد عن عائشة وقال الأشجعى ومؤمل ومحمد بن حميد أبو سفيان عن سفيان عن ثور عن خالد عنها.
وعلى أي الاتفاق فيه على سفيان في إسقاط جبير بن نفير.
وأما الخلاف فيه على ثور: فرواه عنه الثورى كما تقدم بإسقاط جبير. خالف الثورى عبد الله بن داود إذ رواه عن ثور فقال: عن خالد عن ربيعة الجرشى عن عائشة والثورى هو المقدم.
فبان بما تقدم أن ممن رواه عن خالد بن معدان الثورى وثور وعبد الله بن داود وأحقها