من طريق أيوب وغيره عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنه كان يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها" والسياق لأحمد والسند صحيح إلا أن الرواة عن ابن سيرين اختلفوا في تعيين السورة التى وقع فيها السجود فقال أيوب: ما تقدم وقال هشام عنه به سورة النجم كما عند الدارقطني.
من طريق ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ "النجم" وسجد معه من حضره من الجن والإنس والشجر" والحديث حسن من أجل الحارث ويقويه رواية هشام المتقدمة عن ابن سيرين إلا أنه وقع فيه اختلاف على ابن أبي ذئب فقال عنه خالد بن الحارث. وأبو عاصم الضحاك وابن أبي فديك، وأبو عامر العقدي وبشر بن عمر ما تقدم. خالفهم وكيع إذ قال عن ابن أبي ذئب عن الحارث عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقول الجماعة أولى منه لأمرين لقوة حفظهم ولكونه سلك الجادة ثم وجدت في علل ابن أبي حاتم ١/ ١٦٥ أن وكيعًا لم ينفرد بالرواية السابقة وأنه قد رواه على وجه آخر غير ما تقدم فتابعه الليث بن سعد إلا أنه قال عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة فأبدل الزهري عن الحارث. وحكى أن وكيعًا قال مرة عن ابن أبي ذئب عن خالد عن أبيه عن أبي هريرة والظاهر من هذا كله أنه كان يضطرب في إسناده حتى فيمن وافقه في شيخه إذ قال هو عن ابن أبي ذئب خلاف ما قاله الليث كما تقدم، وحكى أن الوليد بن مسلم وعبد العزيز روياه عن ابن أبي ذئب وصحح روايتهما.
* وأما رواية عطاء بن يسار عنه:
ففي أبي يعلى ٦/ ٣٦:
من طريق محمد بن عمرو عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسجد في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} " والإسناد حسن.