للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فأغلق الناس أبوابهم، وأقبل النبي حتى أتى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت فأتى على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، وفي يده قوس فهو آخذ بسية القوس، فلما أن أتى على الصنم جعل يطعن في عينيه، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ حتى إذا فرغ من طوافه أتى الصفا فصعد عليها حتى نظر إلى البيت، فرفع يديه فجعل يحمد الله ويدعوه بما شاء الله، والأنصار تحته، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته، فقال أبو هريرة وجاءه الوحي، به، وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع رأسه إلى النبي حتى يقضى الوحي، قال النبي : "يا معشر الأنصار"، قالوا: لبيك، قال: "أقلتم: أما الرجل فقد أدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته؟ " قالوا: قد كان ذاك، قال: "كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله ﷿ وإليكم، والمحيا محياكم، والممات ماتكم فأقبلوا يبكون إليه ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا ضنًّا بالله ورسوله، قال: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" (١).

فهذا أبو هريرة يخبر أن قريشًا عند دخول رسول الله مكة وبست أوباشها وأتباعها فقالوا: تقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه الطيالسي (٢٤٤٢)، وابن أبي شيبة ١٤/ ٤٧١ - ٤٧٣، وأحمد (١٠٩٤٨)، ومسلم (١٧٨٠) (٨٤)، والنسائي في الكبرى (١١٢٩٨)، وابن حبان (٤٧٦٠)، والبيهقي في السنن ٩/ ١١٧، وفي الدلائل ٥/ ٥٥ - ٥٦ - ٥٧ من طرق عن سليمان بن المغيرة به.