رسول الله ﷺ عليا ﵁ في إرادته قتلهما قبل جوار أم هانئ إياهما، فدل ذلك أنه لولا جوارها إياهما لصح قتلهما، ومحال أن يكون له قتلهما وثمة أمان قائم وصلح متقدم لها، وهذا دخول رسول الله ﷺ مكة، فأي شيء أبين من هذا؟.
ثم قد روى أبو هريرة ﵁ في هذا الباب ما هو أبين من هذا.
٥٠٨٦ - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: ثنا أسد بن موسى، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا إلى معاوية، وفينا أبو هريرة فقال: ألا أخبركم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ثم ذكر فتح مكة، فقال: أقبل النبي ﷺ حتى قدم مكة فبعث الزبير بن العوام على إحدى المجنتين، وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسّر، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله ﷺ في كتيبة، فنظر فرآني فقال:"يا أبا هريرة" فقلت: لبيك يا نبي الله قال: "اهتف لي بالأنصار ولا يأتني إلا أنصاري"، قال: فهتفت بهم حتى إذا طافوا به وقد وبشت قريش أوباشها وأتباعها، فقالوا: تقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سألنا، فقال النبي ﷺ للأنصار، حين طافوا به انظروا إلى أوباش قريش وأتباعهم، ثم قال بإحدى يديه على الأخرى احصدوهم حصادًا حتى توافوني بالصفا، فانطلقوا فما يشاء أحد منا أن يقتل ما شاء إلا قتل، وما توجه إلينا أحد منهم، فقال أبو سفيان: يا رسول الله! أبيحت خضراء قريش ولا قريش بعد اليوم، فقال النبي ﷺ: من أغلق بابه فهو آمن، ومن