للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بعدَ والدِهِ مثلُهُ. ومَمْلَكَتُهُ مُتَّسِعة، وعساكِر جَمّةٌ، وأموالُهُ غزيرةٌ، وكلِمَتُهُ في جُنْدِهِ معَ كثرتِهم مسموعةٌ، ولهُ رأيٌ وحَزْمٌ وتَدبيرٌ. ولمّا تَوجَّهَ أخوهُ مَنْكُوتَمر إلى الشّام بالعَساكِر، لم يكُنْ ذلكَ عن رَأيِه، بل أُشِيرَ عليه به فوافقَ. ونَزلَ في ذلكَ الوقتِ بالقربِ من الرَّحْبةِ في جماعةٍ من خَواصِّهِ المُغْلِ يَنتظِرُ ما يكُونُ. فلمّا تَحَقَّقَ الكسرةَ رَجعَ على عَقِبِه، وماتَ غَمًّا وكَمَدًا.

٨٤٧ - وفيها تُوفِّي نَجْمُ الدِّينِ أحمدُ (١) ابنُ شمْسِ الدِّينِ عليِّ ابنِ المُظَفَّرِ الحِلِّيّ التّاجر في أواخرِ رَمَضانَ أو أوائلِ شوّالٍ بالقاهرة.

ومَولدُهُ بها سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة.

وكانَ صاحبَ نِعْمةٍ وثَروةٍ ومَتاجِر ومعاملاتٍ وأموال، ولهُ التَّقَدُّمُ والوَجاهةُ. وخَلَّفَ تَرِكةً عظيمةً، أُخِذَ منها جُملةٌ كبيرةٌ لبيتِ المال. وكانَ لَطيفًا، حَسَنَ العِشْرةِ، كثيرَ التَّوَدُّدِ. ويُنْسَبُ إليه تَشَيُّع، وإليه يُنسَبُ الأميرُ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُر الحِلِّيُّ.

٨٤٨ - وفيها تُوفِّي المُوَفَّقُ خَضِرُ (٢) بنُ مَحاسِنِ الرَّحَبييُّ، بدمشقَ في أحدِ الرَّبيعَيْن، ودُفِنَ ببابِ الصَّغير، وقد قاربَ سبعينَ سنة.

وكانَ من رجالِ الدَّهْرِ شجاعةً وإقدامًا وحَزْمًا وتَدبيرًا ومُداراةً وسياسةً وفِطْنةً. وكانَ يَعتَضِدُ بعيسى بنِ مُهَنّا أميرِ العَرَب، وتَرَقَّتْ به الأحوالُ إلى أنْ صارَ نائبَ الرَّحْبةِ.


(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٠٢، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٨٣، والوافي بالوفيات ٧/ ٢٤٠، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٩٣، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٤٨.
(٢) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٠٨، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٩٠، والوافي بالوفيات ١٣/ ٣٣٥، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٧٢، ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>