• - وفي بُكرةِ الأربعاءِ ثالثَ عَشَرِهِ فَزعَ النّاسُ إلى جامع دمشقَ بالضُّعفاءِ والصِّغارِ والشُّيُوخ مُتضَرِّعينَ إلى الله تعالى في نُصْرةِ الإسلام وهَلاكِ عَدُوِّهِم، وأُخرِجَ المُصحفُ الكريمُ العُثمانيُّ وغيره على الرُّؤوس، وخَرَجَ الخَطيبُ والقُرّاءُ والمُؤذِّنونَ إلى المُصَلَّى ظاهرَ دمشقَ يسألونَ اللهَ تعالى النَّصرَ والظَّفَرَ.
• - وفي هذه الأيام ما بَرِحَتِ التَّتارُ تَتقَدَّمُ قليلًا قليلًا على خِلافِ عادَتِهم، فلمّا وَصَلُوا حَماةَ أفْسَدُوا في ضَواحِيها وشَعَّثُوا وأحرَقُوا بُستانَ الملكِ المَنْصورِ صاحبِ حَماةَ وجَوْسَقَهُ وما به منَ الأبنية، وعَسكَرُ المسلمينَ بظاهرِ حِمْصَ على حالِه.
• - فلمّا كانَ يومُ الخميس رابعَ عَشَرَ رَجَبٍ التَقَى الجَمْعانُ عندَ طُلوع الشَّمس، وكانَ عددُ التَّتارِ مئة ألف وأكثَر، وعَسَكرُ المسلمينَ على النَّصفِ من ذلك أو أقلَّ. وتواقَعُوا من ضَحْوةِ النَّهار إلى آخِرِه. وكانت وَقعةً عظيمةً