وكانَ أسودَ اللَّون، فاضلًا في الأدب، وله نَظْمٌ جيِّد، وكانَ موته عَقِيب توجُّهه من دمشق إلى هناك قاصدًا العَود إلى المدينة الشَّريفة النَّبوية، فإنه أقامَ بدمشق في سنة تسع وتسعين أيام التَّتار، ومرض وقاسى مشقّةً كبيرةً، ونَدِمَ على سَفَره وخروجه من المدينة، ونَوَى أن لا يَخْرج منها، وانتظرَ سَفَر الرَّكْب فلم يتوجَّه من دمشق في هذه السَّنة أحد، فسافَرَ إلى القاهرة ومن قَصْده الرُّجوع إلى المدينة، فأدركَتْه المَنِيّة قبل الوصول إلى الوَطَن والاجتماع بالأهْل والوَلَد.
كتبتُ عنه من شِعْره، وسألتُه عن مولده، فقال: يوم الجُمُعة في أحد الربيعين سنة ثلاث وخمسين وست مئة بالمدينة النبوية، على ساكنيها أفضل الصَّلاة والسَّلام.
ذو القَعْدة
٢٤٢٨ - في يوم الأربعاء ثاني ذي القَعْدة تُوفِّي بهاءُ الدِّين يوسُفُ (١) ابنُ الشَّيخ تاج الدِّين موسى بن مُحمد بن مَسْعود المَرَاغيُّ، عُرف بابن الحَيَوان، بالمارستان النُّوريّ، ودُفِنَ من يومه عند والده بباب الصَّغِير، رحمهما الله تعالى.
وكانَ شابًّا، ذكيًّا، فاضلًا، وله شعر حَسَن، واشتغالٌ ومحفوظٌ وتَفَقُّر، ولازمَ ابن الباجُربَقيّ مدّةً وكانَ يعظّمه وله فيه مَدْح. وكان سَمِعَ الحديثَ على جماعةٍ من شيوخنا.
• - وفي يوم الخَمِيس ثالث ذي القَعْدة قُهِرَ أهلُ الجُرْد والكِسْروان الذين
(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٩٤٣، وأعيان العصر ٢/ ٣٠٥، والوافي ٢٩/ ٣٤٦، وعيون التواريخ ٢٣/ ٢٨٣.