للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واللُّوْقِ، وانْقطعَ بسبَبِها مَجْرَى البَحْرِ ما بينَ قلعةِ المَقْسِ وساحلِ بابِ البَحْرِ والرَّملةِ، وبينَ جزيرةِ الفِيل (١) الوَقْف على مدرسةِ الإمام الشّافعيِّ رضيَ اللهُ عنه، وهُو المارُّ تحتَ مُنْيةِ الشَّيْرَج (٢)، واسْتَدَّ ونَشَفَ بالكُلِّيّة. واتَّصَلَ ما بينَ المَقْسِ وجزيرةِ الفِيل. ولم يُعْهَدْ هذا فيما تَقدَّمَ. وحَصَلَ لأهلِ القاهرةِ مَشَقّة يسيرةٌ من نَقْلِ الماءِ الحُلْوِ لبُعْدِ البَحْرِ عنهُم (٣).

٨٤٦ - وفيها ماتَ ملكُ التَّتارِ أبَغَا (٤) بنُ هُولاكُو بنواحي هَمَذانَ. وكانَ موتُهُ بينَ العِيدَيْن، ولهُ منَ العُمُرِ نحوَ خمسينَ سنةً.

وكانَ مَلِكًا عالي الهِمّة، شُجاعًا مِقْدامًا، خَبيرًا بالحُرُوب، لم يكُنْ


(١) هي التي تعرف الآن بشُبْرا إحدى أحياء مدينة القاهرة الشمالية، وسميت بذلك أنها كان موضعها غامرًا بالماء في أيام الدولة العبيدية، فلما كان بعد ذلك غرق في موضعها مركب كبير يسمى الفيل وترك على حاله، فربا عليه الرمل وانطرد عنه الماء فصارت جزيرة تكاملت عام ٥٧٠ هـ وبدأ الناس في زراعتها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي. يراجع: المواعظ والاعتبار ٣/ ٥٩٠.
(٢) كانت تسمى مُنْية الأمراء، وهي اليوم من ضواحي شُبْرا شمال القاهرة. ينظر: الروضة البهية ١٢٨، والمواعظ والاعتبار ٣/ ٤٢٨، ومعجم البلدان ٥/ ٢١٨.
(٣) الخبر في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٠٠، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٠٧. وأسهب محققه في بيان عدم دقة العبارة بما يوهم أن بولاق كانت موجودة قبل ظهور هذه الجزيرة، بينما بولاق أنشئت عام ٧١٣ هـ على جزء من هذه الجزيرة.
(٤) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ١٠٠، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٨٧، والعبر ٥/ ٣٢٨، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٧١، وتاريخ ابن العبري ٣٤٣، وتاريخ مختصر الدول ٢٨٩، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ١٦، والوافي بالوفيات ٦/ ١٨٧، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٩٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٦٧، ومآثر الإنافة ٢/ ١٢٠، ١٢٧، ١٢٩، والسلوك ١/ ٣/ ٧٠٤، والمنهل الصافي ١/ ١٩٨، والدليل الشافي ١/ ٣٣، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٤٨، والشذرات ٥/ ٣٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>