للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظاهر الوضاءة، لا يتكثر بما يعرف من العلوم، ولا يتنقص بفضائل غيره، بل يوفيه فوق حقه المعلوم.

وكان عالمًا بالأسماء والألفاظ، وتراجم الرواة والحفاظ، وخطه كالوشي اليماني أو رونق الهندواني، لم يخلف بعده في الطلب وعمله مثله، ولا جاء من وافق شكلُه شكلَهُ … وكان، رحمه الله تعالى، لدمشق به في الحديث جمال، بلغ ثبته أربعًا وعشرين مجلدًا … وكان باذلًا لكتبه لا يمنعها مَن سأله شيئًا منها، سَمْحًا في كل أموره، مؤثرًا، متصدقًا … ووقف كتبًا وعقارًا جيدًا على الصدقات … وكان دائم البشر لي، جميل الود. وكان من عقله الوافر وففله السافر أنه يصحب المتعاديين، وكل منهما يعتقد صحة وده ويبث سره إليه. وكان العلامة تقي الدين ابن تيمية يوده ويصحبه، والشيخ العلامة كمال الدين ابن الزملكاني يصحبه ويوده ويثني عليه" (١).

وقال تاج الدين السبكي المتوفى سنة ٧٧١ هـ: "كان مفيد جماعة المحدثين على الحقيقة. ولما ورد الوالد إلى الشّام في سنة ست وسبع مئة، كان هو القائم بتسميعه على المشايخ، واستقرت بينهما صُحْبة. فلما عاد الوالد إلى الشّام في سنة تسع وثلاثين في رجب قاضيًا لازمه الشيخ علم الدين إلى أوان الحج " (٢).

وقال بدر الدين الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الحلبي المتوفى سنة ٧٧٩ هـ: "محدث الشّام، ومؤرخ العصر، كان عالمًا عاملًا، محدثًا كاملًا، كاتبًا مُجيدًا، متفنَنًا، محرّرًا، ضابطًا، مُكثِرًا، ماهرًا في كتابة الشروط،


(١) أعيان العصر ٤/ ٤٩ - ٥٢. أما ترجمته في الوافي بالوفيات فهي منقولة مما كته شمس الدين الذهبي، وما هنا مستفادة في كثير منها من ترجمة ابن فضل الله العمري.
(٢) طبقات الشافعية الكبرى ١٠/ ٣٨٢. أما ترجمته في معجم شيوخه فهي منقولة من ذيل السير للذهبي، وكذا ترجمة ابن كثير في البداية مع بعض زيادات.

<<  <  ج: ص:  >  >>