للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَيْخُسْرُو ابنُ السُّلطانِ علاءِ الدِّينِ كَيْقُباذَ بنِ كَيْخُسْرُو بنِ قَليج رسلانَ بنِ مَسْعودٍ السُّلْجُوقيُّ، صاحبُ الرُّوم.

قَتلَهُ التَّتارُ، واتَّهموهُ بمُكاتبةِ صاحبِ مِصرَ، ولم يبلغِ الثَّلاثينَ من العُمُر (١). وأخْفَوا موتَه، وجَعلُوهُ في مَحَفّةٍ، فلمّا وَصَلُوا إلى قُوْنِيةَ (٢) أظهرُوا موتَه، وأنّه وَقَعَ من فَرَس (٣). وكانَ كريمًا شُجاعًا وجلسَ وَلدُهُ غِياثُ الدِّينِ كَيْخُسْرُو مكانَه، وعُمُرُه عشرُ سنين، والبَرْواناهُ في نيابةِ السَّلْطنة.

٦٩ - وفيها ماتَ بُولُصُ (٤) الرّاهبُ الحَبيسُ، وكان كاتبًا، ثم تَرهَّبَ وانقطَعَ، وظهرَ لهُ أموالٌ، فواسَى الفُقراءَ، وقامَ عن المُصادَرينَ بحِمْلٍ عظيم، وأُحصِيَ ما أخرجَهُ في مُدّةِ سَنتين فكانَ ستَّ مئةٍ ألفِ دينار، ومعَ هذا فكانَ لا يأكُلُ من هذا المالِ شيئًا ولا يَلبَسُ منه، وإنما كانَ النَّصارى يَتَصَدَّقونَ عليه بما يقومُ بأمرِه. واسْتحضَرَهُ السُّلطانُ الملكُ الظّاهرُ وسألَهُ عن هذه الأموال، فلم يعترِفْ له بشيء، فعَذَّبَه، وماتَ في العذاب، ورُمِيَ على بابِ القَرافة.


(١) في تاريخ الإسلام: "كان كريمًا، جوادًا، شجاعًا، لكنه مقهور تحت أوامر التتار، وقتلوه في هذه السنة خنقه المغل بوتر وله ثمان وعشرون سنة؛ وذلك لأن البرواناه عمل عليه، وأوقع عند التتر أنه يكاتب صاحب مصر. وكان كيقباذ قد فوض جميع الأمور إلى البرواناه واشتغل هو بلهوه ولعبه، وترك الحزم … ".
(٢) قونية: "بالضم، ثم السكون، ونون مكسورة، وياء مثناة من تحت خفيفة من أعظم مدن الإسلام بالروم، وبها وبأقصراي سكنى ملوكها". كذا في معجم البلدان ٤/ ٤١٥، ولا تزال على تسميتها من أهم المدن التركية.
(٣) في تاريخ الإسلام وغيره "من فرسه".
(٤) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٢/ ٣٨٩، وتالي وفيات الأعيان ٥٨، وتاريخ وفاته فيه سنة ٦٦٣ هـ ومرآة الجنان ٤/ ١٦٥، وتاريخ الإسلام ١٥/ ١٣١، وفيه: (الحبيس بولص) ويقال: ميخائيل، والعبر ٥/ ٢٨٤، والشذرات ٥/ ٣٢٢ (٧/ ٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>