للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ يوم الخَمِيس واجتَمَعُوا في نَحْو الألف فارس، وخَمْسة آلاف راحل من أهل إسْتجة (١)، وشنتيالة (٢)، وأشونَة (٣)، واسْتبّة (٤)، وبَلِيّ (٥)، وأليَسَانة (٦)، وقَبْرَة (٧)، ومَرْشانة (٨). وكان أعداءُ الله في الحَشْد الأوّل قد خافُوا على هذه البلاد المُجاورة للمُسْلمين، فتَركُوا أكثرَ أهلِها لها حارسين، وبها مُقِيمين، فوَصَلُوا صَبِيحة السَّبْت، ودخَلُوا قامِرة المَذْكورة، وأُخِذَ جميع كَسْب سُلطان المُسلمين وكثير من كَسْب الرَّعية، وخَرَجوا به مُطْمَئنّين لآخرِ أرض المُسلمين.

وكانُوا في ليلة السَّبْت قد اجتَمَعُوا بفارِسَيْن من المُسلمين كانا يَمْشيان من انتَقِيرة (٩) إلى رُنْدَه طامعين في اللُّحُوق بالجَيْش والدُّخول معه للإغارة، فأخذ أعداءُ الله الفارس الواحد وسألُوه، وتَحَقَّقُوا الحال زيادةً لما كان عندهم. وهرب الآخر فأصبَحَ بحِصْن ارتُجيْطر حِصْن الوزير الحَكِيم، رحمه الله، فوجدَ به الشَّيخ أبا يَحيى مُقلعًا لرُنْدَه قد حَبَسه اللهُ به يوم الجُمُعة، فعرَّفَهُ بالحال وهو بجماعة مالقة خاصّة، فلم يَكُن له بُدّ من الرُّجوع إلى النَّصارى، فَحَظَر على حِصْن أطِيْبَة (١٠) وأخذ من فرسانها، وتألّف معه نحوٌ من ثلاث مئة فارس


(١) معجم البلدان ١/ ١٧٤.
(٢) هي شنتجالة (الروض المعطار، ص ٣٤٧).
(٣) حصن أشونة (نزهة المشتاق ٢/ ٥٧٢).
(٤) Eatepa ويسمى اصطبة، تبعد ٢٣ كيلو متر عن أشونة (الروض المعطار، ص ٤٥ والتعليق عليه).
(٥) معجم البلدان ١/ ٤٩٤.
(٦) أكثر أهلها يهود وبها ربض يسكنه المسلمون (نزهة المشتاق ٢/ ٥٧١).
(٧) Cabra، مدينة تبعد عن قرطبة ثلاثون ميلًا (الروض المعطار، ص ٤٥٣).
(٨) Marchena، من حصون المرية (الروض المعطار، ص ٥٤٢).
(٩) نزهة المشتاق ٢/ ٥٧٠، تبعد عن مالقة ٣٥ ميلًا.
(١٠) هكذا موجودة في النسخة، وفي نهاية الأرب "طبية" من غير ألف. نهاية الأرب ٣٢/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>