للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ممّن يعوّل عليهم وترك الضُّعفاء والثَّقَلة في الساقة، ونَهَضَ إلى حيث ذَكَرَ له الفارسُ أنَّهُ لقِيهم أول اللَّيل في دُخولهم فوجدهم ثمَّ قد خَرَجوا بالمَغْنَم بموضعٍ يقال له بَرْجَة (١) من تحت حصن بيْربى (٢)، وذلك بعد الظهر، فأخذَ أعداءُ الله وطَلَعوا في كُدْيَةٍ عاليةٍ، ونَزَلَ أنجادُ فُرْسانهم للقتال مع المُسلمين فقاتَلُوهم قتالًا شديدًا ضُرِبَ فيه للمُسلمين نحوٌ من ثلاثة وستين فرسًا ومات أكثرهم، واستُشْهِدَ رجلٌ واحد يقال له سَعْد الهَدَّار، وقُتِلَ من فُرْسان النَّصارى كثيرٌ، ثم ظَهَرت ساقة المُسْلمين على الأثر واصلة مع أهل بُرْغُه، والطوْرون (٣)، فارتجعَ من عاشَ من فُرسان النَّصارى إليهم للكُدْية، وحَصَّنوا على أنفُسِهم بالبَرَاذع والدوابّ والدَّرَق، وامتَنَعُوا فيها، ووصلَ الرُّماة من انتقيرة وحِصْن المنشاة. وكان العون من الله تعالى عليهم، فما زَالوا يُجاولُوهم (٤) ويقاتلوهم (٥) إلى ثُلُث الليل الآخر، وفي ثُلُث الليل الآخر أذْعَن من بَقِيَ منهم في قَيْد الحياة للأسْرِ، فأُلقي منهم نيّفٌ على الخَمْس مئة أحياء أُسِروا كُلّهم وسائرهم موتَى بالرِّماح والسِّهام. ورجعَ الشَّيخُ أبو يحيى بِهِم إلى مالقة بِبُروزٍ عظيم، وجَعَلَ منهم أربع مئة أسير واثنين وثمانين أسيرًا في حَبْلِ واحدٍ وسائرهم مُثْقَلين (٦) بالجِرَاح (٧)، وأخذ دوابّهم فركّبهم عليهم بعُدّة عَظِيمة، وأخذَ منهم قاضِي النَّصارى


(١) من أعمال إلبيرة (معجم البلدان ١/ ٣٧٤).
(٢) هكذا موجودة في النسخة الخطية، ولم نقف على هذا الحصن، ووقع في المطبوع من نهاية الأرب: "سم لي"، وهو تحريف غريب.
(٣) لم نقف عليهما، وهما مجودتا الضبط في النسخة.
(٤) في الأصل: "يحاولوهم" بالحاء المهملة.
(٥) في نهاية الأرب ٣٢/ ٣١٨: "يقاتلونهم".
(٦) هكذا في النسخة، وكأنها هكذا في الكتاب الذي كتبه الشيخ الأندلسي، والصواب: "مثقلون".
(٧) تصحفت في المطبوع من نهاية الأرب إلى: "الخراج"، وهذا الكتاب كثير التصحيف والتحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>