للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

ولما عَلِمَ أعداءُ الله برجُوعهم خائِبِين أبْرَموا الحَرَكة مُسْرعين، فخَرجُوا والنَّحْس يقدمُهم، والقَضَاء يُزْعِجُهم للموت، ويُسلمهم في جَيْشٍ لا يحصره عَدَد ولا إحصاء، ولا يَقْدر أحد في تَقْديره على استقصاء، وناهِيكَ من جَيْشٍ اشتملَ على خمسةٍ وعِشْرين سُلْطانًا، منهم صاحبُ اشتُونَة (١)، وقَشْتالة (٢)، والفُرنتيرة (٣)، وآرغون (٤)، وطَلبيرة (٥)، فظهرَ لهم أن يَصِلُوا إلى غَرْناطة المَحْروسة ليظهر للمُسلمين ما معهم من العُدّة والعَدَد، وَيسْتأصلوا بالفَساد، ويَمْشُوا كذلك على جَمِيع البلاد، إلى أن يصلوا الجزيرة الخضراء فينزلُوها برًّا وبحرًا ويأخذوها عَنْوةً وقَهْرًا.

وكانت عُدّة الجَيْش من المَنْجَنيقات والأثْقال والطَّعام قد أوصلته المَرَاكب إلى جَبَل الفَتْح وطَريف، لمجاورتهما للجزيرة طُول العام. وقد كانَ وَصلَ إلى الزُّقاق ثلاثة عَشَر جَفْنًا (٦) كبارًا غَزْوانيّة، وتَرَدَّدوا بين الجزيرة والمَرِّيّة (٧)، فوَصَلُوا إلى غَرْناطة ونَزَلوا منها على نَحْوٍ من عَشَرة أميال بمَوْضع يقال له قَنْطرة بَيّنُوس بالقُرْب من جَبَل إلبيرة (٨)، فملأوا البَسِيط،


(١) مجودة الضبط في الأصل، ولعلها هي التي ذكرها ياقوت بلفظ "أشتون"، وقال: "حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان" (معجم البلدان ١/ ١٩٦)، وغيرها محققو نهاية الأرب ٣٢/ ٣١١ إلى "أسبونة".
(٢) إقليم عظيم بالأندلس عاصمته: طليطلة (معجم البلدان ٤/ ٣٥٢).
(٣) الضبط من الأصل، وهو لفظ لاتيني معناه الحدود، وبالانكليزية " Frontier"، ولعلها اسم مقاطعة تحد المملكة الإسلامية يومئذٍ وتفصلها عن الممالك النصرانية.
(٤) Aragon، وهي أرجُونة التي ذكرها ياقوت في معجم البلدان ١/ ١٤٤ وقال: "بلد من ناحية جيان بالأندلس".
(٥) Talvera ، معجم البلدان ٤/ ٣٧ وهي مدينة كبيرة على تاجُه من أعمال طليطلة.
(٦) الجفن: من أنواع السفن الحربية.
(٧) مرفأ عظيم ومدينة كبيرة من كورة ألبيرة (معجم البلدان ٥/ ١١٩).
(٨) معجم البلدان ١/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>