بالتَّقريب، وهي قِلاعٌ كَثِيرة أكثر من مئتي قَلْعة، وحَصَلَ في هذه الغَزْوة من الغَنَائم جواميس كثيرة وأبقار هذا مُعْظَم الغَنِيمة.
وبعد ذلك عَبَرت طائفة من الحَلَبيّين إلى بلاد الأرْمَن وكَسَبوا وغَنِموا ورجعوا سالمين، ثم طائفة ثانية كذلك، ثم طائفة ثالثة خَرَجوا سالمين من غير كَسْب، ثم رابعة، فَحَصَل بينهم وبين الأرْمَن حَرْب شديد، وخرجَ على المُسلمين كَمِينٌ من الإفْرنج والأرْمَن فقتلوا من المُسلمين جماعةً وأسرُوا جماعةٌ، منهم: أميران: ألْطُنْبُغا العادلي، وأمير من التُّركمان.
• - وفي وَسَط هذه السَّنة في جُمادى الآخرة اشتُهِرَ بدمشقَ كتابٌ وَصلَ من القاهرةِ بغَزْوةٍ عظيمةٍ وقَعَت في المَغْرب في العام الماضي وكَتَبَ النّاسُ به نُسخًا وقرأوه في عِدّة مَوَاضع. ووَردَ أيضًا من الإسكندرية كتابٌ فيه ذِكْرُ ذلك. ثم تبيّن أنّ فيه زيادة ونَقْصًا.
فلمّا وردَ الشَّيخُ مُحمد بنُ عبد الله بن عبدِ الرَّحمن بن يحيى بن ربيع المالِقيُّ من الحَجّ سألناه عن ذلك، وهو ثقةٌ فاضلٌ من بَيْتٍ طيّبٍ عارفٍ بالوَقْعة مَعْرفة تامّة، فكتب لنا بخَطِّه:
"الحمدُ لله على نِعَمه وترادُف آلائه ومِنَنه، والصَّلاة التامّة على سيِّدنا مُحمد وعلى آله، وبعدُ،
فإنَّه لمّا بَلَغ النَّصارى - دَمَّرَهُم الله تعالى - حالَ أمير المُسلمين بجَزيرة الأندَلُس، حاطها الله، السُّلطان الغالِب بالله أبي الوليد إسماعيل ابن كَبِير الرُّؤساء أبي سَعِيد فَرَج بن إسماعيل بن نَصْر سِبْط أميرِ المُسلمين المُجاهد الغالِب بالله أبي عبد الله مُحمد ابن أمير المُسلمين يوسُف بن نَصْر، المَعْروف بابن الأحْمَر - أيَّدَ اللهُ أمرَهُ وأسعدَ زمانه وعَصْرَه - وأنه أخذَ بالعَزْم في تَحْصِين البلاد والثُّغور وإصلاح حال الخاصة والجُمْهور، وأنَّهُ جعلَ ذلك من