للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأمراءَهُ، وعِدّتهم اثنان وسبعون أميرًا من البلاد الشّامية، وساقُوا خلفهم إلى عانة والحديثة (١)، وبعد ذلك عادُوا إلى بلادهم، وأمّا بقيّة الجَيْش فإنهم أقاموا بحَلَب نحو شَهْر (٢).

٤٢٨٣ - ومات بحَلَب الأميرُ بَدْرُ الدِّين بَكْتُوت (٣) الشَّمْسيُّ، وكانَ مَرِيضًا، فأقامَ بحَلَب ولم يَدْخل بلاد سِيس بسببِ مَرَضه، واستمرَّ مَرَضُه إلى أن ماتَ.

• - وبعد ذلك عادَ الجَيْش إلى دِمَشق وَوَصلُوا في التاريخ المُتَقدِّم.

وسبب هذه الغَزْوة أنَّ السُّلْطان - نَصَرَهُ اللهُ تعالى - طلَبَ من صاحب سِيس البلادَ والقِلاع التي فَتَحها المُسلمون في أيام المَلِك المَنْصور لاجِين وهي من نَهْر جَاهان إلى بُغراس، وعِدّتها ستّ قلاع: إياس، وكواره، وتَلّ حَمْدون، وسروندكار، ونُجَيْمة، والنُّقَيّر، فأجابُوا إلى ذلك بِشَرْط أن يَدْخل إليهم طائفة يَسِيرة من العَسْكر، وظهرَ للسُلْطان غَدْوهم فأمرَ بدخول الجَيْش، فلما دَخَلُوا وجَرَى ما تقدّم ذِكْره علموا أنه لم يكن قَصْدهم تَسْليم شيءٍ من ذلك.

• - ولمّا وَصلَ الجَيْش في الرَّجْعة إلى نَهْر جاهان بَلَغَهُم هناك مَوْت صاحب سِيس، وهو الذي تَمَلّك بعد والدِه الذي حَضَر إلى دمشق سنة قَزَان.

وبلاد الأَرْمَن الكِبار خَمْسة: آياس، وسيس، والمِصِّيصة، وأَذَنَة، وطَرَسُوس. ومملكة الأرْمَن صغيرة مَسِيرة أربعة أيام طُولًا في أربعة عُرْضًا


(١) يلاحظ أنَّ ألبو عيسى المقيمون بالفلوجة ونواحيها من نَسْلهم، وشيخهم الشيخ بركات السعدون العيفان، وأخوه الدكتور الفاضل أبو سعدون مَعن سُعودي من أعيان أهل عرعر.
(٢) الخبر في: المختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٨، ونهاية الأرب ٣٢/ ٣٢٩، وذيل العبر، ص ١١٠، والبداية والنهاية ١٦/ ١٤٧ - ١٤٨، والسلوك ٣/ ٢٥.
(٣) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>