للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النُّقَيّر (١) وهي قَلْعة برأس جَبَل، ثم إلى تلّ حَمْدون (٢)، ثم وَصَلُوا إلى نَهْر جاهان فخاضُوه من مَخَاضة العامودين، وغَرِقَ فيه جماعةٌ من الأمراء والجُنْد والغِلْمان وبعض الأطلاب سلم، وبعضهم غَرِق من الطُّلْب الثلاثة والأربعة والخَمْسة، وبعض الأطلاب غَرِقَ أكثرهم، وغالب ما وقعَ ذلك للطرابُلُسيّين، وممّن غَرِقَ منهم: ابن دَربساك أميرٌ شجاع من التُّركمان، وأميران من أقاربه، وأميرُ عَشَرة من الحلبيّين من الشُّجعان اسمه سيفُ الدِّين بُرْج. ثم رحلوا إلى ناورزه (٣) وهي قَلْعة حَصِينة، ثم نَزَلُوا على سيس وهي قَلْعة حَصِينة وحاصروها ثلاثة أيام وضَيَّقوا على أهلِها وأحْرَقوا دار المُلْك التي في البَلَد عَلَّقوا فيها النِّيران فانهدَمَت، وقَطَعُوا أشجارَ البَسَاتين، وساقُوا الأبقار والجَوَاميس والأغْنام، ثم نَزَلوا على قَلْعة تِبْنين وأخذوا منها كثيرًا من المَوَاشي وأحرقوا زَرْعها، ثم تَوَجّهوا إلى مدينة المِصّيصة فأحرقوا زَرْعها وأخربوا طائفةً من البيوت والمساكن، ثم توجهوا إلى أذنة فأخرَبُوا غالبَ أسوارِها ودار المُلْك والأسواق، وتَوجَّه بعضُ العَسْكر إلى طَرَسُوس وفَعَلُوا مثل ذلك، وأحرَقُوا الضِّياع والزُّرُوع التي كانت بها قِبلة بشام وشرقًا بِغْرب، ثم عادُوا على الطريق المَذْكورة، وخاضُوا النَّهر المَذْكور ولم يُعدَم فيه في الرَّجعة سوَى شخصٌ واحد، ووَصَلُوا إلى حَلَب، وتَوجَّه جماعةٌ من العَسْكر الأميرُ شهابُ الدِّين قَرَطاي، وعَسْكر طرابُلُس، وعَسْكر حِمْص خَلْف العرب، وانضافوا إلى الجَيْش الذي مُقَدَّمهم الأمير سَيْف الدِّين قَجْليس، فأخرجوا مُهنّا بن عيسى أمير آل فَضْل وأولادَهُ وأتباعه


(١) هو غير "النّقير" الذي ذكره ياقوت في معجم البلدان ٥/ ٣٠١، فهذا له ذكر في ذيل العبر للذهبي، ص ١٩٥.
(٢) له ذكر في تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٩٨ وغيره.
(٣) لم نقف عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>