للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الكُرْديُّ، الهَكّاريُّ، بالمَدْرسة الشّامية ظاهرَ دمشق، ودُفِنَ بتُربة الحاجب بالقُرْب من مَسْجد القَدَم قِبْليّ دمشق، بُكْرة الخَمِيس، وعُمِلَ عند قَبْره خَتْمة ليلة الجُمُعة، واحتفلَ الحاجبُ الأميرُ زَيْن الدِّين كَتْبُغا لذلك، وأحْضَرَ للنّاس مآكِلَ كثيرة، وقامَ بهذا الأمر.

وكانَ عُمُره إحدى وتسعين سنة تقريبًا.

كذلك أخبَرَني، رحمهُ الله، فإنّي سألتُه عن مولدِهِ في دَرْس الشّامية في شَهْر رَمَضان سنة إحدى عَشْرة وسَبعْ مئة. فقال: عُمُري الآن ثلاثٌ (١) وثمانون سنة.

وكانَ فَقِيهًا مَعْروفًا، من كِبار جماعة الشَّيخ تاج الدِّين، رحمهُ الله، وفيه مروءةٌ وحُسْن خُلُق وقضاء حاجة، وحَجَّ مع شَيْخِه المَذْكور، وكانَ يحبُّه وَيزُورُه في بيتِه ويُكْرمُه ويُجْلِسُه إلى جانبه في حَلْقتِه، وصَحِبَهُ مدّةً طويلةً. ولمّا وُلِدَ له الشَّيخ بُرْهان الدِّين أهدَى إليه نُسْخةً بـ "الوسيط"، وقال: هذه لهذا الوَلَد يَذْكر الدَّرْس منها إن شاءَ الله، فكانَ الأمر كما قال. وكانَ الشَّيخُ بُرهانُ الدِّين يَرْعَى له ذلكَ، ويَعْرف صُحْبتَهُ لوالدِه، فكانَ يقومُ بمصالِحِه عندَ احتياجِه وضَرُورتِه إلى ذلك مدّةَ سِنين، وسَمِعَ الحَديثَ مع شَيْخِه من يوسُف بن مَكْتُوم القَيْسي، وأحمد بن أبي الخَيْر، وحَدَّثَ.

• - وفي يوم الثُّلاثاء التاسع والعِشْرين من شَهْر رَمَضان جُمِعَ القُضاةُ والفُقهاءُ عندَ نائبِ السَّلْطنةِ بدارِ السَّعادة، وقُرِئ عليهم كتاب السُّلْطان وفيه فَصْلٌ يتعلَّق بالشَّيخ تَقِيِّ الدِّين ابن تَيْميّة بسبب الفَتْوى في مسألة اليمين بالطَّلاق وأُحضِرَ وعُوتِبَ على فُتْياهُ بعدَ المَنْع، وانفصلَ المَجْلس على تأكيد المَنْع (٢).


(١) في الأصل: "ثلاثة".
(٢) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٠٣، وذيل العبر، ص ١٠٣، والبداية والنهاية ١٦/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>