للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤١٩٠ - وفي يوم الأربعاء سلْخ رَمَضان تُوفِّي بالقُدْس الشَّريفُ الشَّيخُ العالِمُ الفاضِلُ الزّاهدُ أبو الحَسَن عليُّ (١) بنُ أحمد بن حَدِيدة الأنصاريُّ الأندَلُسِيُّ، وصُلِّي عليه ظُهْر الأربعاء بالمَسْجد الأقصى.

وكانَ على رأسِ السَّبعين من العُمُر.

وكانَ شَيْخًا فاضلًا ذكرَ أنه حَفِظ "الموطّأ" وقرأهُ، وقرأ "صحيحَ مُسلم" ببجّايةَ على شَيْخه ابن كُحَيْلة قراءةَ تَفَقُّهٍ وتَفَهُّم. وكانَ حافظًا للقُرآن، ويَعْرفُ طَرَفًا صالحًا من التَّفْسير، وله مجالسُ يَتكلَّم فيها من حِفْظه في التَّفسير والحَديث، وأخذَ طريقة التَّصوّف عن أبي عبد الله السّاحليّ خَطِيب مالقة، وعن أبي مُحمد المَرْجاني. ولمّا قَدِمَ المَرْجانيّ ديار مِصْر أدركَهُ وأقامَ معه بها. ثم إنّهُ عادَ إلى المَغْرب إلى بَلَد مولدِه الجَزائر، وجلسَ للنّاسِ وتكلَّم عليهم، وله أتباعٌ ومُحِبُّون وزَوَايا بالمَدِيّة (٢) ومِلْيانة (٣)، وعادَ بعد ذلك إلى الدِّيار المِصْرية، وأقامَ بالإسكندرية مدّةً، وتَكَلَّم فيها على النّاس، وأقامَ بالقُدْس مدّةً، وكانَ يسافر منه ثم يَرْجع إليه. وحجَّ خَمْس مرّات.

ذَكرَ لي ذلك من حاله الفَقيه أبو فارِس عبد العزيز بن مُحمد الآسفِي، الصِّنهاجي.

٤١٩١ - وفي شَهْر رَمَضان تُوفِّي سَيْفُ الدِّين جاريك (٤) القَبْجَاقيُّ، عَتِيق الصّاحب عزّ الدِّين بن القَلانسي.

وهو زَوْج بنت أخيه نظام الدِّين.


(١) ترجمته في: الدرر الكامنة ٤/ ١٣.
(٢) المديّة، من مدن الجزائر، لها ذكر في معجم البلدان ٥/ ٥٣.
(٣) مدينة معروفة بآخر إفريقية (معجم البلدان ٥/ ١٩٦).
(٤) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>