للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - وفي يوم الثُّلاثاء الحادي والعِشْرين من ذي الحِجّة عُقِدَ مَجْلس بدار السَّعادة حَضَرَهُ القُضاة والفُقَهاء، وأُحضِرَ الفَقِيه زَيْن الدِّين عبدُ الرَّحمن بن عُبَيْدان البَعْلَبَكيُّ الحَنْبليُّ، وأُحضِر خَطُّه بأنّه رأى الحَقَّ سُبحانه وشاهدَ المَلَكُوت الأعلى، ورأى الفِرْدَوس، ورُفِعَ إلى فَوْق العَرْش، وسَمِعَ الخطابَ، وقيل له: قد وهبتُكَ حال الشَّيخ عبد القادِر، وأنَّ اللهَ تعالى أخذَ شيئًا كالرِّداء من الشَّيخ عبد القادِر فوضَعَهُ عليه، وأنّهُ سَقاهُ ثلاثة أشْربةٍ مختلفة الألْوان، وأنَّه قَعَدَ بين يدي اللَّه عزَّ وجلَّ مع مُحمد وإبراهيم ومُوسى وعيسى والخَضِر صَلَّى اللهُ عليهم وسَلَّم. وقيل له: إنَّ هذا مكانٌ ما تَجَاوَزَه وليٌّ قطّ. وقيل له: إنّك تَبْقَى قُطْبًا عِشْرين سنة. وذكرَ أشياء أُخَر، فاعترفَ أنّه خطّه، فأُنكِرَ ذلك عليه، فبادَرَ وجَدَّد إسلامَهُ، وحَكَمَ قاضي القُضاة الشّافعيّ بحَقْنِ دَمِه، وأمر بتَعْزِيرِه، فعُزِّر في البَلَد وحُبِسَ أيامًا، ثم أُخْرِجَ.

وكانَ قد أُذِنَ له في الفَتْوَى وعُقُود الأنكحة، فمُنِعَ من ذلك (١).

• - وفي يوم الأربعاء الثاني والعِشْرين من ذي الحِجّة باشرَ الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين مُحمد بنُ أحمد بن بَصْخان مشيخةَ الإقراء بالتُّربة الصّالحية، عِوَضًا عن الشَّيخ مَجْد الدِّين التُّونِسِي، وذكرَ دَرْسًا وحَضَرَ عنده جماعةٌ وباشرَ قبلَهُ بأيام الشَّيخ مُحمدُ بنُ خَرُوف المَوْصليُّ مَشيخةَ الإقراء بالتُّربة الأشْرَفية، عِوَضًا عن مَجْد الدِّين التُّونِسِيّ (٢).

٤١١٣ - وفي ليلة الخَمِيس العِشْرين من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ مُحيي الدِّين أبو العبّاس أحمدُ (٣) ابنُ الشَّيخ الإمام صَدْرِ الدِّين إبراهيمَ


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٥.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٥.
(٣) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢٥، والدرر الكامنة ١/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>