للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ رَجُلًا فاضِلًا، اشتغلَ في شَبِيبنه بأنواع من العِلْم، فقرأَ القُرآن بالسَّبْع على الشَّيخ عَلَم الدِّين القاسم الأندلسيِّ، وعلى الشَّيخ زين الدِّين الزَّواويِّ. وسَمِعَ الحديثَ، وطَلَبَ بنفسه، وحَصَّلَ، وظهرَ سماعُه على مئتي شَيْخ، منهم: عُثمان ابنُ خَطِيب القَرافة الرّاوي عن السِّلَفيّ بالإجازة، وابنُ البُرهان، وإسماعيل ابنُ الدَّرَجيّ، والصَّدرُ البَكْريُّ، وابنُ المُهَيْر، وابنُ عَوّة الجَزَريُّ (١)، وشَرَف الدِّين عبد العزيز الأنصاريُّ، والنَّجيب عبد اللَّطيف، والعماد مُحمد بن حامد القَزْوينيُّ، ومحمد بن سُلَيمان الصِّقِلِّيُّ، وعُمر الكِرْمانيُّ، والزَّيْن خالد.

ومنهم من أصحاب الثَّقفيّ سبعة: إبراهيمُ بنُ خليل، وابنُ عبد الدّائم، وعبدُ الله ابن الخُشُوعيِّ، والعمادُ ابنُ عبد الهادي، والكَفْرطابيُّ، وبهاءُ الدِّين نقيبُ الأشراف، وأبو طالب ابنُ السُّرُوريِّ.

ومنهم من أصحاب الخُشُوعيِّ أكثر من ثلاثين رَجُلًا، ومنهم جماعة كثيرة من أصحاب حَنْبل، وابن طَبَرْزَد، والكِنْديّ، وغيرهم.

وحَصَّلَ طَرَفًا من اللُّغة والنَّحو والأدَب، وكانَ له شِعْرٌ جيِّد فيه المَعاني المبتكرة الحِسَان. وكَتَبَ الخطَّ المَنْسوب وأتقنَهُ، وكانَ كاتبًا عند ابن وَدَاعة ناظر دمشق وبه عُرِف، ثم تنقَّل في الخِدَم السُّلْطانية فأقامَ ناظرًا بالبِيْرة مدّةً،


(١) في الأصل: "الجوزي"، وهو تحريف، فهو جزري من أهل جزيرة ابن عمر، قيده الإمام العلامة أبو حامد ابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال، ص ٢٦١، فقال: "عَوَّة: بالعين المهملة المفتوحة والواو المشددة المفتوحة … وشيخنا أبو حفص عمر بن أبي نصر بن أبي الفتح بن أبي نصر بن محمد بن عَوَّة الجزري التاجر، من أهل جزيرة ابن عمر … وتوفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وخمسين وست مئة بدمشق".
وترجمة عز الدين الحسيني في صلة التكملة، وقيده بالحروف كما قيده ابن الصابوني (١/ ٤٠٦)، وهو مترجم أيضًا في تاريخ الإسلام ١٤/ ٨٣٣، والعبر ٥/ ٢٣٤ وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>