للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قرأتُ عليه لابني مُحمد، رحمه الله، بطريق الحِجاز الشَّريف بالزَّرْقاء، وبوادي القُرى.

٣٧٧٣ - وفي ليلة يوم عَرَفة تُوفِّيت الشَّيخة الصّالحة السَّيِّدةُ العالمةُ أمُّ زينب فاطمةُ (١) بنتُ عَبّاس بن أبي الفَتْح بن محمد البَغْداديةُ، بالحُسَيْنية ظاهر القاهرة، وكان لها يوم مَشْهود.

وكانت امرأةً جليلةً، عظيمةَ القَدْر، كثيرةَ العِلْم والعَمَل على طريقةٍ حَسَنة، مُجتهدة في العبادة، خَشِنةَ المَلْبس، ملازمةً لنفع النّاس، مواظبةً على الأمر بالمَعْروف والنَّهْي عن المُنْكَر، لا يأخذها في ذلك لومة لائم ولا عَذْل عاذل. انتفعَ بها النّاسُ بدمشق والقاهرة، وجميع أصحابها خَيِّرات صالحات.

• - وفي هذا الشَّهْر رُسِمَ لنائب السَّلْطنة وجميع عَسْكر دمشق بالتجهُّز إلى حَلَب، فشَرَع الجيشُ في التَّهيئ والتَّجَهّز وشَري الآلات وتَكْميل العُدَد، وإصلاح ما يُحتاج إلى إصلاح، وقَوِيت الحَرَكة، ووَصَلت الأخبار بخُروج ستّ تَقادم من الدِّيار المِصْرية.

• - ووَصلَ كتابُ السُّلطان - أعزَّ اللهُ أنصارَهُ - وقُرئ في السّابع والعِشْرين من ذي الحِجّة ومن مَضْمُونه أنّ الأمير سَيْف الدِّين نائبَ السَّلْطنة بدمشق يكون مُقدَّمًا على المِصْريِّين والشاميِّين، وأنّهم يُسْرعون في السَّفَر بحيث يَصِلُون إلى حَلَب في خامس المُحَرَّم (٢).


(١) ترجمته في: ذيل العبر، ص ٨٠، وأعيان العصر ٤/ ٢٨، والبداية والنهاية ١٦/ ١٠٩، وحسن المحاضرة ١/ ٣٩٠، وشذرات الذهب ٨/ ٦٣، وذكره الذهبي فيمن توفي في سنة ٧١٤ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٢٦.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٠٧ - ١٠٨، والسلوك ٢/ ٤٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>