للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ معروفًا بالأمانة والمُروءة وحُسْن العِشْرة.

٢٨١١ - وفي يوم السَّبْت العِشْرين من ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرئ أبو عبد الله مُحمدُ (١) بنُ قاسِم بن الأحمر الحَلَبيُّ، إمامُ مسجد واثِلَة بن الأسْقَع، رضي الله عنه، داخِل باب الصَّغير، ودُفِنَ بعد الظُّهر بمقبُرة باب الصَّغير، خَلَف جامع جَرّاح.

وكانَ رَوَى لنا عن ابن عبد الدّائم، وسَمِعَ الكثيرَ بدمشقَ، وسمِعَ بالقاهرة من النَّجِيب عبد اللطيف، وبالإسكندرية من أحمدِ ابن النَّحاس، وابن العِمَادية. وكان يقرأ بصوت حَسن. ويُنشِدُ شيئًا من شِعْر الصَّرْصَريّ.

• - ولما ماتَ الشَّيخُ زَيْنُ الدِّين الفارِقيُّ كان نائب السَّلْطنة قد سافرَ لكشف بعض البلاد القِبْليّة، فاتّصلَ سفرُهُ بأذْرِعات والبَلْقاء وغابَ ثلاث جُمَع. فلما وصلَ تكلّم النَّاسُ معه في مناصب الشَّيخ زين الدِّين فعَيَّنَ الشّاميةَ ودارَ الحديث للشَّيخ كمال الدِّين ابن الشَّرِيْشيّ. وعيّن للشَّيخ كمال الدِّين ابن الزِّمَلُكانيّ النّاصريةَ عِوَضًا عن ابن الشَّرِيْشيّ، وعَيَّن الخَطابة للشَّيخ شَرَف الدِّين الفَزَاريّ وأمرَهُ بالإمامة والخَطابة، فباشرَ وخَطَب جُمُعتين، ولازمَ الإمامة عَشرة أيام، وأما المَدَارس فاشتغلوا بكتابة تَوَاقيعها، فوصلَ البريدُ من القاهرة يوم الاثنين منتصف ربيع الأول، ومعه تقليد بجميع جهات الشَّيخ زين الدِّين للشَّيْخ صَدْر الدِّين ابن الشَّيخ زَيْن الدِّين وكيل بيت المال، وكانَ بالقاهرة مُضافًا إلى ما كانَ بيده من المَدْرستين، فَعَلَّم عليه نائبُ السَّلْطنة، وشُقّ على النَّاسِ خُروج الشَّيخ شرف الدِّين الفَزّاري من مَنْصب الخطابة بعد مباشرته، وجَمِيل سيرته، وجَوْدة قراءته، وحُسْن أدائه.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، وابنه محمد توفي سنة ٧٥٣ هـ وترجمته في الدرر الكامنة ٥/ ٤٧٥، وابنته عائشة توفيت سنة ٧٦٣ هـ، وترجمتها في الدرر الكامنة أيضًا ٣/ ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>