للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلما كان بُكْرة الاثنين الثاني والعِشْرين من ربيع الأول وصلَ صَدْرُ الدِّين على البَريد إلى دمشق، وتلقاه جماعةٌ، وحضرَ عند نائبِ السَّلْطنة بالقَصْر، وانفصَلَ عنه قاصدًا الجامع المَعْمور عَقِيب الظُّهر، فَفُتِحَ له باب دار الخطابة فدخَلَها، وحضر المهنّئون والمُؤذّنون والقُرّاء والنّاس، على العادة. فلما حَضَرت العَصْر صلّى بالنّاس، وبَقي يومين يُباشر الإمامة، فأظهرَ جماعة التألّم من خطابته، واجتمعُوا بنائب السَّلْطنة، فمنَعُه من ذلك، ورَسَم له بالمَدَارس الثلاثة ودار الحَدِيث، فباشرَها يوم الأحد الثامن والعِشْرين من الأول.

ثم وصلَ توقيعٌ سُلْطاني للشَّيخ شَرَف الدِّين الفَزَاري بالخَطابة، فباشرَ يوم الجُمُعة سابع عَشَر جُمادى الأولى، وخُلِعَ عليه ثامن جُمادى الآخرة، وكذلكَ انتُزِعت من صَدْر الدِّين الشّامية البرّانية للشَّيخ كمال الدِّين ابن الزَّمَلُكاني، فباشرَها في مستهلِّ جُمادى الأولى، واستقلَّ صدرُ الدِّين بمدرستيه القَدِيمتين ودارِ الحديث. وسَكَنَت القضيّة (١).

٢٨١٢ - وفي شَهْر ربيع الأول تُوفِّيت أمُّ عليّ حَبِيبةُ (٢) بنتُ الشَّيخ تقيّ الدِّين أحمد ابن الحافظ عزِّ الدِّين مُحمد ابن الحافظ عبد الغَنِي بن عبد الواحد بن عليّ بن سُرُور المقدسيِّ، ودُفِنَت بالجَبَل.

وكانت امرأةً صالحةً لا تَخْرجُ من بيتها أصلًا، وأوذيت في زَمَن التَّتار، وبقيت عُريانة، وصَبَرت واحتَسَبت.

وهي زوجة الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن الشَّيخ أبي عُمر.

سألتُها عن مولدِها فذكرت أنها أدرَكت من حياة والدها نَحْوًا من أربع سنين وماتَ والدها سنة ثلاثِ وأربعين وست مئة.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ٨٣ - ٨٤، والبداية والنهاية ١٦/ ٣٠ - ٣١.
(٢) ترجمتها في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>