للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - ووصلَ الخبرُ بتزيين صَفَد ودَقِّ البَشائِر بها بسَلْطنة الملك المَنْصور حسام الدِّين، وكذلك بنابُلُس، والكَرَك، وجَرَّد الملكُ العادل جماعةً من جُند دمشق مقدَّمهم الأمير علمُ الدِّين طَقْصبا النّاصريّ لكشف الأمر وتحقيق الخَبَر، فتوجَّهوا يوم الخَمِيس ثاني عِشْري صَفَر، فتحقَّقوا بعد خروجهم من دمشق في النَّهار المَذْكور دُخول السُّلطان الملك المنصور حُسام الدِّين قلعةَ القاهرة، وثبوت مُلْكه وطاعة الرَّعِيّة له، فرجعوا لعدم الفائدة في توجههم.

وفي يوم الجُمُعة ثالث عِشْريه ظهرَ الأمرُ بدمشق، وانكشفَ الحال، وتَحقّق الملكُ العادلُ ذلك (١).

• - ووصلَ بُكْرة السَّبْت رابع عِشْريه الأمير سيفُ الدِّين كُجْكُن وجماعةٌ من الأُمراء من الرَّحْبة فلم يدخلوا دمشق، بل توجَّهوا إلى جهة مَيْدان الحَصَا، وأظهرَ الأمير سيف الدِّين كُجْكُن سَلْطنة الملك المنصور حُسام الدِّين، وأعلمَ جيشَ دمشق بذلك، فخرجَ إليه الأمراءُ طائفة بعد طائفة. وقد كانَ توجَّهَ يوم الجُمُعة أميران من دمشق إلى جهة القاهرة.

ولمّا تَحَقَّق الملكُ العادلُ ذلك، وعَلِمَ انحلال أمرِه بالكُلية أذعنَ بالطاعة للأُمراء، وقال لهم: "هذا الرَّجلُ هو خُشْداشي، وأنا في خِدْمته وطاعتِه". وأُحْضِرَ الأميرُ سيف الدِّين جاغان الحُساميُّ إلى القَلْعة، فقال له الملك العادل: "أنا أجلِس في مكانٍ بالقَلْعة حتى تُكاتب السُّلطان وتعتمد ما يَرْسِم به". فلما رأى الأمراءُ منه ذلك تَفَرَّقوا واجتمعوا بباب المَيْدان، وحَلَفوا لصاحب مِصْر، وأُرسِلَت البُرُد مساء نهار السَّبْت، واحتُفظ على القَلْعة وعلى الملك العادل، ولبسَ جُنْد دمشق، وسَيَّروا ظاهر القَلْعة وخارج البَلَد عامة نهار السَّبْت، والناسُ في هَرَج، وأقوالٍ مُخْتلفة، وأبواب البلد مُغْلَقة سوى باب النَّصْر، وباب القَلْعة


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٩٦، والبداية والنهاية ١٥/ ٦٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>