للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان شيخًا فاضلًا، عارفًا بمسموعاته ومَسْموعات شيوخ وَقْته، حَسَن التَّخْريج، خَرَّجَ لجماعةٍ من الشُّيوخ. سَمِعَ من عليّ بن مُختار العامريّ، وحَسَن بن دينار، وابن المَخِيلي، وابن رَوَاج، والسّاوي، وابن الجُمَّيْزِيّ، وابن الجَبّاب، وحَمْزة بن عَتِيق، وسِبْط السِّلَفيّ، وغيرِهم من أصحاب السِّلَفيّ. وسَمِعَ من ابن المُقَيَّر. ورحلَ إلى الإسكندرية، ودمشق، وقرأ الكثير، وكَتَبَ، وحَصَّل. وكان رجلًا جيِّدًا، ثقةً، مأمونًا، خَيِّرًا.

سألتُ عنه شيخَنا ابن الظّاهري، فأثنَى عليه ورجَّحَهُ على جميع المحدِّثين بالدِّيار المِصْرية.

قرأتُ عليه الأول من "فوائد أبي عُمر الزّاهد"، بسماعه من عليّ بن مُختار العامري، عن السِّلَفيّ، و"مَجْلِسَيّ أبي مُطيع" الرابع والخامس، بسماعه من ابن الجَبّاب، وهبة الله بن مُحمد بن الحُسين المَقْدسيّ، بسماعهما من السِّلَفي. وسمعت بقراءته على بعض الشُّيوخ.

١٥٨٨ - وفي شَعْبان تُوفِّي الشَّيخُ الأجلُّ الرئيسُ الأصيلُ الفاضلُ مُحْيي الدِّين أبو يوسُف مُحمدُ (١) ابنُ الإمام العالم فَخْر الدِّين أبي الفَضْل يوسُف ابن الشَّيخ الإمام العلّامة شيخ الحَنَفية شهاب الدِّين أبي العباس أحمد بن يوسُف بن أحمد بن يوسف، ابنُ الأنصاريّ، الحَلَبيُّ، بحَلَب.

ومَولدُه بها في خانقاه سُنقرجا (٢) تخط القَلْعة في سادس عَشَر شعبان سنة تسع وثلاثين وستِّ مئة.

وكان شَيْخ هذه الخانقاه إلى حين وفاته.

سَمِعَ من ابن رَوَاحة، وابن قُمَيْرة، وابن خليل، وجماعة.


(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧٥٦، والجواهر المضية ٢/ ١٤٥.
(٢) ويكتب "سنقرشاه" أيضًا كما بخط الذهبي وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>