للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو جعفر: ففي هذا الحديث ذكرها لما كان يصليه في الليل من التطوع وتسميتها إياه وترا إلا أنها قد فصّلت بين الثلاث وبين ما ذكرت معها، وليس ذلك إلا لأن الثلاث كان لها معنى بائن من معنى ما كان قبلها، فدل ذلك على معنى حديث الأسود ومسروق ويحيى بن الجزار، عن عائشة أنه كذلك.

والدليل على ذلك أيضا ما روي عنها من قولها:

١٥٩١ - حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت الوتر سبعا أو خمسا، والثلاث بتيراء (١).

فكرهت أن تجعل الوتر ثلاثا لم يتقدمهن شيء حتى يكون قبلهن غيرهن، فلما كان الوتر عندها أحسن ما يكون هو أن يتقدمه تطوع إما أربع وإما اثنتان جمعت بذلك تطوع رسول الله في الليل الذي صلح به الوتر الذي بعدها أوتر قسمت ذلك بذلك وترا.

إلا أنه قد ثبت في جملة ذلك عندنا أن الوتر ثلاث فثبت من روايتها عن رسول الله ما رواه عنها سعد بن هشام لموافقة قولها من رأيها إياه.


= وأخرجه إسحاق بن راهويه (١٦٦٧)، وأحمد (٢٥١٥٩)، وابن عدي في الكامل ٦ / (٢٤٠١)، والطبراني في الشاميين (١٩١٨)، والخطيب في موضح أوهام الجمع ٢/ ١٩٨ من طريق معاوية بن صالح به.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٩٠ (٦٨٢٨) عن عباد بن العوام، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن عائشة به.