للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نقول: أخ وابن عم حليم رحيم، فقال رسول الله : "أقول كما قال يوسف ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: ٩٢]، قال: فخرجوا كأنما نُشروا من القبور، فدخلوا في الإسلام، فخرج رسول الله من الباب الذي يلي الصفا، فخطب والأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما إن الرجل أخذته الرأفة بقومه، وأدركته الرغبة في قرابته، قال: فأنزل الله ﷿ عليه الوحي فقال: "يا معشر الأنصار أقلتم أخذته الرأفة بقومه، وأدركته الرغبة في قرابته فما نبي أنا إذًا، كلا والله إني لرسول الله حقا، إن المحيا لمحياكم وإن الممات لمماتكم قالوا: والله يا رسول الله! ما قلناه إلا مخافة أن تفارقنا إلا ضنًّا بك، فقال رسول الله : "أنتم صادقون عند الله ورسوله، قال: فوالله ما بقي منهم رجل إلا بل نحره بدموع عينيه (١).

أولا ترى أن قريشًا بعد دخول رسول الله مكة قد كانوا يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، أفتراهم كانوا يخافون ذلك من رسول الله وقد أمنهم قبل ذلك؟، هذا والله غير مخوف منه ولكنهم علموا أن إليه قتلهم إن شاء وأن إليه المنّ عليهم إن شاء وإن الله ﷿ قد أظهره عليهم، وصيّرهم في يده يحكم فيهم بما أراد الله تعالى من قبل، ومن بعد ذلك عليهم وعفا عنهم، ثم قال لهم يومئذ لا تغزى مكة بعد هذا اليوم أبدا.

٥٠٨٨ - حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا حامد بن يحيى قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه أبو داود (١٨٧١)، والنسائي في الكبرى (١١٢٣٤)، وأبو يعلى (٦٦٤٧) من طرق عن سلام بن مسكين به.