وكانَ شابًّا حَسَنًا. سَمِعَ من ابنِ عبدِ الدّائم وغيرِه. وكانَ صَديقًا للقاضي نَجْم الدِّينِ الحَنْبليِّ، مُلازِمًا لهُ. فمَرِضا معًا، وماتَ القاضي بعدَهُ بأربعةِ أيام.
١٣٢٢ - وفي يوم الثُّلاثاءِ ثاني عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي قاضي القُضاةِ نَجْمُ الدِّينِ أبو العبّاس أحمدُ (١) ابنُ الشَّيخ الإمام قاضي القُضاةِ شَمْسِ الدِّينِ عبدِ الرَّحمن ابنِ الشَّيخ أبي عُمَرَ مُحمدِ بنِ أحمدَ بن قُدامةَ المَقْدِسيُّ، ودُفِنَ منَ الغَدِ ضُحَى النَّهارِ عندَ والدِه بسَفْح قاسِيُونَ، وحَضَرَ نائبُ السَّلطنة، والأمراءُ، والقُضاةُ، والأعيانُ.
ومَولدُهُ سنةَ إحدى وخمسينَ وستِّ مئة.
وكانَ خَطيبَ الجَبَل، وقاضي القُضاةِ، ومُدرِّسَ أكثرِ المَدارس، وشيخَ الحَنابلة. وسَمِعَ الكثيرَ منَ الحديث، ولم يُحَدِّث. حَضرَ على خَطيبِ مَرْدا وغيرِه.
وكانَ فقيهًا فاضِلًا، سريعَ الحِفْظ، جيِّدَ الفَهْم، كثيرَ المَكارِم، شَهْمًا شُجاعًا. وَلِيَ القَضاءَ ولم يكن بلغَ ثلاثينَ سنةً، فقامَ به أتمَّ قيام رَحمَهُ اللهُ تعالى.
١٣٢٣ - وفي يوم الخميسِ رابعَ عَشَرَ جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الجليلُ
(١) ترجمته في: نهاية الأرب ٣١/ ١٧١، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٦٢٥، والعبر ٥/ ٣٦٠، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٧٨، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٨٨، وتاريخ حوادث الزمان ١/ ١٦، والوافي بالوفيات ٧/ ٤٦، والبداية والنهاية ١٣/ ٣١٩، وتذكرة النبيه ١/ ٦٤، ١٢٩، ودرة الأسلاك، ورقة ٢٨٨، والذيل على طبقات الحنابلة ٤/ ٢٣١، ومختصره لابن نصر الله، ورقة ٨٦، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ١٠٤، والسلوك ١/ ٣/ ٧٥٩، وعقد الجمان ٣/ ٤٥، والمقصد الأرشد ١/ ١٢٧، والمنهل الصافي ١/ ٣١٠، والدليل الشافي ١/ ٥٢، والنجوم الزاهرة ٧/ ٣٨٥، والمنهج الأحمد ٤/ ٣٣٦، ومختصره الدر المنضد ١/ ٤٣٢، وقضاة دمشق ٢٧٣، والدارس ١/ ٢٤٩ و ٢/ ٣٣، والقلائد الجوهرية ٤٩٦، والشذرات ٥/ ٤٠٧ (٧/ ٧١٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute