للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ شيخًا حَسَنَ الأخلاق، فيهِ فضيلةٌ ونَباهةٌ، وعندَهُ صلاحٌ ودِيانةٌ، ويَخدِمُ في بعضِ الدَّواوين.

ومَولدُهُ بسَفْح قاسِيُونَ في ذي القَعْدةِ سنة ثمانٍ وتسعينَ وخَمْسِ مئة.

رَوَى لنا عنِ ابنِ طَبَرْزَد، وحَنْبَل، والشَّيخ أبي عُمَرَ ابنِ قُدامةَ وغيرِهِم. سَمِعْتُ منهُ أحَدَ عَشَرَ جُزءًا. وكتبَ عنةُ الحافظُ زَكيُّ الدِّين عبدُ العظيم المُنذِريُّ شِعْرًا أنشَدَهُ إيّاهُ بظاهرِ مَنْبِج.

• - وفي أوائل شَهْرِ رَمَضان مُسِكَ شَخصٌ نَصرانِيُّ بدمشقَ عندَ امرأةٍ مُسْلمةٍ جميلةٍ، وهم يَشربونَ الخَمرَ نهارًا. فأمرَ نائبُ السَّلطنةِ الأميرُ حُسامُ الدِّينِ لاجِينُ بإحراقِ النَّصرانِيِّ. فبَذلَ في فِداءِ نفسِهِ جُملةً كبيرةً، فلم يَلتفِتْ إلى ذلكَ الأميرُ، وأمرَ بإضرامِّ نارٍ عظيمةٍ وأُلْقي فيها. ومَدَحَهُ على ذلكَ الصَّدْرُ شِهابُ الدِّينِ محمودٌ المُوقِّعُ بقصيدةٍ أولها:

يا مَنْ بهِ وبرَأيِهِ ورَوائِهِ … بَلَغَ المُرادَ الدِّينُ من أعْدائِهِ (١)

ولمّا وَقَعتْ هذه الواقعةُ كنتُ غائبًا بالقُدْسِ صُحْبةَ الشَّيخ تاج الدِّينِ رَحمَهُ الله.

١٢٢٢ - وفي يوم السَّبتِ حادي عَشَرَ شَهْرِ رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ رَشِيدُ الدِّينِ أبو مُحمدٍ عبدُ الرَّحمن (٢) بنُ عبدِ الوَهّاب بنِ عَبْدانَ، المعروفُ بالفاخُورِيِّ، وصُلِّيَ عليه ظُهْر النَّهار، ودُفِنَ بسَفْح قاسِيُونَ.


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٤٢٤، ونهاية الأرب ٣١/ ١٥٨، والبداية والنهاية ١٣/ ٣١٢، وعيون التواريخ ٢١/ ٤١٧، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٧١، وعقد الجمان ٢/ ٣٧١. واسم الرجل: بدر بن النفيس، وكان كاتبًا للأمير سيف الدين كُجْكُن المنصوري.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٥٩٣. والمدرسة التقوية بمصر منسوبة إلى الملك المظفر تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين. ذكر ذلك المقريزي في المواعظ والاعتبار ٣/ ٥٨٧، في حديثه عن جزيرة الروضة بمصر، وأن الملك اشتراها وبنى المدرسة المذكورة ووقف عليها الجزيرة بكاملها، وذكر المترجم المذكور هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>