مُحمدِ بنِ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوْفِ القُرشيُّ الزُّهرِيُّ، خَطيبُ القُدْس. وزُرْتُه في مَرضِ موتِه، وفي ليلةِ موتِه سافَرتُ منَ القُدْس ولم يُقَدَّرْ حُضُورُ جِنازته، وصُلِّيَ عليه منَ الغَدِ بالمسجدِ الأقصى، ودُفِنَ بمَقْبُرةِ ماملّا، وحَضَرَ جَمعٌ كبيرٌ، وحُمِلَ على رؤُوسِ الأصابع.
ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة تقريبًا بنابُلُس.
وخَطبَ بالقُدْس أكثرَ من أربعينَ سنةً. ولهُ شُهرةٌ بتلكَ البلاد. وكانَ حَسَنَ الهيئةِ، جيِّدَ الأداءِ للخُطبةِ، مَهِيبًا، عَزيزَ النَّفْس، وكانَ يُفْتي النّاسَ، ويَذكُرُ التَّفسيرَ من حِفظِهِ في كلِّ يوم في المِحْرابِ بعدَ الصُّبح. سمِعَ من ابنِ مُلاعِب، وابن البَنّاء الصُّوفيِّ، ورَوَى لنا عنهُما.
وأجازَ لهُ المُؤيَّدُ الطُّوسيُّ، وأبو رَوْح الهَرَويُّ، والقاسمُ ابنُ الصَّفّار، وعبدُ الرَّحيم ابنِ السَّمْعانِيِّ، وزَيْنَبُ الشَّعْرِيّةُ، وعبدُ البَرِّ ابنُ الحافظِ أبي العَلاء، وجماعةٌ منَ العَجَم. ومنَ العراقِ أبو أحمدَ ابنُ سُكينةَ، وأبو الفَتْح ابن المَنْدائيِّ، وعُمَرُ ابنُ طَبَرْزَد، وجماعةٌ. ومن دمشقَ الكِنْدِيُّ، وابنُ الحَرَسْتانيِّ.
ورَوَى الحديثَ قديمًا في سنةِ أربع وخمسين وستِّ مئة وبعدَها. سَمِعَ منهُ الأبِيْوَرْدِيُّ، وابنُ الظّاهريِّ، وجماعةٌ منَ الطَّلبة، طَبقةً بعدَ طَبقةٍ. وصَلَّيْنا عليهِ بدمشقَ يومَ الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ شهر رَمَضان.