لم يقْضِ مِنْ حُبِّكُمُ بعضُ الذي يَجِبُ … قَلْبٌ متى عَنَّ ذِكْراكُمُ لهُ يَجِبُ وفيه: "بعض الذي" خطأ ظاهر. ووردت القصيدتان في كثير من المصادر، ولما عرضت القصيدتان على الشيخ شرف الدين ابن الفارض أنشد مخاطبًا لابن إسرائيل بيت ابن الخيمي؛ وهو: *لَقدْ حَلَيْتَ ولكِنْ فاتَكَ الشَّنَبُ* وحكم بالقصيدة الأولى لابن الخيمي، واستحسن بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال: من ينظم مثل هذه ما الحامل له على ادعاء ما ليس له؟! فقال ابن الخيمي: هذه سرقة عادة، لا سرقة حاجة، وانفصل على ذلك … ". قال ابن تغري بردي في المنهل الصافي: "قال العلامة شهاب الدين محمود: قلت لابن إسرائيل: لأي شيء قصرت عنِ ابنِ الخيمي في هذا المعنى؟ قال: هو شاعر فحل، وأخذ المعنى بكرًا فجوده ولم يدع فيه فضلة"، وقال العلامة الذهبي: "طلب القاضي شمس الدين ابن خلكان -وهو نائب الحكم بالقاهرة- الأبيات من ابن الخيمي فكتبها له، وذيل في آخرها أبياتًا وسأله الحكم أيضًا بينه وبين من ادعاها … " وأوردها الحافظ وأولها: والهَجْرُ إنْ كانَ يُرْضِيهِمْ بلا سَبَبٍ … فإنَّهُ من لَذِيذِ الوَصْلِ مُحْتَسِبُ وإنْ هُمُ احْتَجَبُوا عَنِّي فإنَّ لهُمْ … في القَلْبِ مَشْهورَ حُسْنٍ لَيسَ يَحْتَجِبُ وهي طويلة قال الحافظ الدمياطي في معجمه: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم الخيمي المنعوت بالشهاب لنفسه على سطح جامع الفيلة بالعراء الغربي القصيدة التي فيها: باللهِ إنْ جِئْتَ كُثْبانَا بذي سَلَمِ … قِفْ بي عليها وقُلْ لي هذِهِ الكُثُبُ وأورد القصيدة وهي سبعة عشر بيتًا. وجامع الفيلة في المواعظ والاعتبار ٤/ ١٤٦، وشرحه يطول، ولابن الخيمي قصائد ومقطعات في المصادر المختلفة تصلح أن تكون أساسًا لدراسة شعره والحكم على شاعريته. والله تعالى أعلم. فائدة: قال ابن رشيد في رحلته ملء العيبة ٢٠٥: "وكان ساكنًا في بعض بيوت المدارس أو الخانات، فأخذ مبيضة ما صنع من هذه القصيدة ووضعها في ثقب في الحائط، فاتقف أن أنسي ذلك، وطالت المدة، وكان هناك الأديب الصوفي، المعروف بالنجم الإسرائيلي فوجد تلك المبيضة في ذلك الثقب فانتحلها".