للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٢٨ - وفي أوائل شَهْرِ ربيع الأوّل أو في آخرِ صَفَرٍ تُوفِّي الأميرُ نُورُ الدِّينِ عليُّ (١) بنُ عُمَرَ الطُّورِيُّ، بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ هناك.

وكانَ من أبطالِ المسلمينَ وشُجْعانِهِم المَشْهورينَ، وفُرْسانِهِم المَعْدودين. ولهُ صِيتٌ عظيمٌ عندَ الفِرَنْج، ولهُ فيهم نِكاياتٌ كثيرةٌ وآثارٌ جميلةٌ، ومَواقفُ محمودةٌ. جَمَعَ اللهُ لهُ بينَ قُوّةِ البَدنِ والقلب. وكانَ لهُ لَتُّ حديدٍ (٢) ثَقِيلُ الوَزنِ عظيمُ القَدْر، يَعجَزُ كثيرٌ منَ الشَّباب عن حَمْلِه، وكانَ يُقاتِلُ به بلا كُلْفةٍ. وكانَ من كُرماءِ النّاس. وما بَرِحَ هُو وعَشِيرتُهُ مُرابِطينَ ببِلادِ السّاحلِ في وجهِ العَدُوِّ سنينَ كثيرةٌ. وتَنقَّلَتْ به الولاة في عِدّةِ جِهاتٍ بالشّام. ونَيَّفَ على تِسْعينَ سنةً، ولم يَزَلْ محتَرَمًا في الدُّول، مُكَرَّمًا عندَ المُلوكِ يَعرِفُونَ مِقدارَهُ. وحَضَرَ المَصافَّ الذي كان بين سُنْقُرِ الأشقَرِ وعَسكَرِ مصرَ، فجُرِحَ في المَصافِّ، ووَقَعَ بينَ حَوافِرِ الخَيْل، وبَقِيَ قليلًا بعدَ ذلكَ وماتَ.

٧٢٩ - وفي بُكرةِ الجُمُعةِ السّابع والعشرينَ من شَهْرِ ربيع الأوّل تُوفِّي بَدْرُ الدِّينِ إبراهيمُ (٣) بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ العامِلِيُّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيبَ الجُمُعةِ بجامع العُقَيْبةِ (٤)، ودُفِنَ بالجَبل.

وكانَ وجلًا جيِّدًا مُشتغِلًا بالحديثِ وسَماعِه، وعندَهُ دِيانةٌ وصَلاحٌ.


(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ٥٦، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٣٧٥، والوافي بالوفيات ٢١/ ٣٦٥، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٦٧، وتذكرة النبيه ١/ ٦٠، ودرة الأسلاك ١/ ورقة ٦٢، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ٢٠١، والسلوك ١/ ٢/ ١٨٤، وعقد الجمان ٢/ ٢٦١.
(٢) اللَّتُّ: الفأس، فارسي معرب.
(٣) لم أقف على ترجمته.
(٤) الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>