للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأول ما أبدأ به قول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) الذي أشار إلى دقته وضبطه، فقال: "نقل البرزالي نَقْر في حَجَر" (١).

وقال رفيقه الإمام شمس الدين الذهبي في معجم شيوخه: "الإمام العدل الكبير الورع … الصادق الحجة مفيدنا ومُعلمنا ورفيقنا محدث الشام مؤرخ العصر علم الدين … فمشيخته بالإجازة والسماع فوق الثلاثة آلاف، وكتبه وأجزاؤه الصحيحة في عدة أماكن، وهي مبذولة للطلبة، وقراءته المليحة الفصيحة الصحيحة مبذولة لمن قصدهُ، وتواضعه وبِشْرهُ مبذول لكل غني وفقير، فالله يلهمه رشده ويمد في عمره. سمعتُ منه في سنة أربع وتسعين وست مئة" (٢).

وقال في ذيل سير أعلام النبلاء: "كان رأسًا في صدق اللهجة والأمانة، صاحب سنة واتِّباع، ولزوم للفرائض، خيِّرًا، متواضعًا، حَسَن البِشْر، عديم الشر، فصيحَ القراءة، قوي الدُّربة، عالمًا بالأسماءِ والألفاظ، سريع السرد مع عدم اللحن والدمج، قرأ ما لا يوصف كثرة، وروى من ذلك جملة وافرة. وكان حليمًا، صبورًا، متوددًا، لا يكثّر بفضائله، ولا ينتقص بفضائل أخيه، بل يوفيه حقه، ويلاطف الناس. وله ودٌّ في القلوب، وحُبٌّ في الصُّدور … وكان حُلو المحاضرة، قويَ المذاكرة، عارفًا بالرجال الكبار، ولا سيما أهل زمانه وشيوخهم، يتقن ما يقوله، ولم يخلف في معناه مثله، ولا عمل أحد في الطلب عمله …

وكان باذلًا لكتبه وأجزائه، سَمْحًا في أموره، مؤثرًا، متصدقًا، رحومًا، مشهورًا في الآفاق، مقصدًا لمن يلتمس إسماعه.


(١) البداية والنهاية ١٦/ ٢٨٨، والدرر الكامنة ٤/ ٢٧٧.
(٢) معجم الشيوخ ٢/ ١١٥ - ١١٦ (٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>