للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوّله إلى آخره" (١). ولم يكن الشافعية الأشاعرة، ومنهم قاضيهم تقيّ الدِّين السُّبْكِئ، قد وافقوا على محاكمة هذا الرجل. قال ابن حجر في ترجمة الدَّكّاليّ هذا: "كان من الخانقاه السّميساطيّة، فدعا طائفةً إلى مقالات الباجربُقيّ، فشاع أمره، فأمسك، وقامت عليه البيّنة بالأمور المنكرة، فحبس، ثم حضر المِزيُّ والذهبيُّ، فشهدا عليه بالاستفاضة لما نُسِب إليه، فحكم القاضي شرف الدِّين المالكيّ بإراقة دمه، ولم يكن ذلك رأي النائب ألطبنغا ولا التقي السبكي، ولكن نفذ أمر الله فيه" (٢).

وسيأتي في مبحث قادم من هذه المقدمة عناية البرزالي بأخبار شيخ الإسلام ابن تيمية بما لا يوجد مثله عند غيره.

وقد وجد العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي المتوفى سنة ٧٤٢ هـ على جزءٍ فيه ثمانية أحاديث مُنتقاة من جزء الحَسَن بن عَرفة طبقة سماع بخط الحافظ أبي محمد ابن البرزالي المذكور، وهي: "قرأ هذه الأحاديث الثمانيةَ شيخُنا وسيّدُنا الإمام العلّامة الأوحد القُدوة الزاهد العابد الورع الحافظ تقيّ الدِّين، شيخ الإسلام والمسلمين، سيّد العلماء في العالمين، حَبْر الأمّة، مُقْتَدى الأئمّة، حُجّة المذاهب، مفتي الفِرَق، أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، أدام الله بركته، ورفع درجته، بسماعه من ابن عبد الدائم، بسنده أعلاه، فسمعها القاسم بن محمد بن يوسف ابن البرزالي، وهذا خطّه. وحضر ولده أبو الفضل محمد، وهو في الشهر السابع من عمره تبرُّكًا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقصْدًا للبداءة بشيخ جليل القدر، تعود عليه بركته، وينتفع بدعائه. وصحّ ذلك وثبت في يوم السبت التاسع والعشرين من رجب سنة


(١) البداية والنهاية ١٦/ ٢٩٤ - ٢٩٥.
(٢) الدرر الكامنة ٣/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>