للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُه في رَجَبٍ سنةَ أربع وستِّ مئة بدمشقَ.

وكانَ فاضلًا متدَيِّنًا، حَسَنَ المُحاضرةِ، على ذِهْنِه شيءٌ كثيرٌ، ولهُ يدٌ في النَّظْم. وكانَ كبيرَ النَّفْس، عاليَ الهِمّةِ، كثيرَ الكَرَم.

وعَمَرَ في آخرِ عُمُرِه مسجدًا عندَ طَواحينِ الأُشْنان (١) ظاهرَ دمشقَ، وأنفقَ عليه جُملةً كثيرةً. وكانَ يَدْعُو مَن يَعرِفُهُ إليه، ويَحتَفلُ على عَوائِدِه.

سَمِعَ من داودَ بنِ مُلاعِب، وأبي الفُتُوح البَكْرِيِّ، وابنِ الحَرَسْتانيِّ، والشَّيخ مُوفَّق الدِّينِ المَقْدِسيِّ، وجَماعةٍ. وسَمِعَ ببغدادَ من عُمَرَ بنِ كَرَم، والسُّهْرَوَرْدِيِّ، والحَسَنِ ابنِ الأميرِ السَّيِّد، وإسماعيلَ بنِ باتكِينَ، وابنِ رُوْزْبَةَ، وغيرِهِم. وسَمِعَ بالدِّيارِ المِصريّة.

وضَبطَهُ ابنُ الخبّازِ في سادسِ ربيع الآخر.

وأجازَ لي جميعَ ما يَروِيه. رَوَى لنا عنهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ اليُونينيُّ وغيرُه.

٣٦٢ - وفي يوم الأحدِ الخامسِ من ربيع الآخرِ تُوفي الشَّيخُ فَخْرُ الدِّينِ أبو عَمْرو عُثمانُ (٢) بنُ مُحمدِ بنِ منصورِ بنِ مسرورِ بنِ عبدِ الله بنِ عبد الخالقِ الأمينيُّ، المعروفُ بابنِ الحاجب، بالقاهرة، ودُفِنَ بمقبُرةِ بابِ النَّصْر.


(١) ذكر ابن عبد الهادي في ثمار المقاصد ١٢٢ مسجدًا تحت الطاحون، وذكر ص ١٤٧ أرض مقرى، قال: "وبها مسجد تحت الطاحون، وله منارة، وهو قديم"، وفي الهامش: قال الأستاذ كرد علي في محاضرته عن الغوطة (١٦/ ٢٢٩): "مَقرى المكان المعروف عند طاحون الأشنان في شمال شرقي البلد". وفي الدارس ٢/ ٢٦٤: "مسجد بقبة في رحى الأُشنان، مسجد آخر شرقي رحى الأُشنان".
(٢) ترجمته في: صلة التكملة ٢/ ٦٥٨ (١١٩٠)، وذيل مرآة الزمان ٣/ ٩٦، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٢٦٤، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٦٨، وعيون التواريخ ٢١/ ٥٩. وأخوه صاحب المعجم أكثر شهرة. وهو عمر بن محمد (ت ٦٣٠ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>