للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقَدِمَ علينا دمشقَ في سنة سَبْع وسَبْعِ مئة، وأقامَ مدّةَ سنين، ثم إنّه تَوَجَّه إلى القُدْس الشَّريف وأقامَ به إلى أن ماتَ، رحمهُ الله تعالى.

• - وكان الحَجُّ في هذه السَّنة طَيِّبًا اجتمعَ فيه خَلْقٌ عظيمٌ، ووقفَ النّاسُ بعَرَفَة يوم الجُمُعة بلا خلاف، وحَضَرَ المَوْقف عالَمٌ كبيرٌ من البُلْدان.

قال الشَّيخُ رَضِيُّ الدِّين إبراهيمُ بنُ الطَّبَري إمامُ المقام الشَّريف: من عُمري أحجّ، ولم أرَ مثل هذه الوَقْفة.

ووَصَلَ في كُتُب بعض الجماعة أنَّهُ مع كَثْرة النّاسِ أبيعِ الشَّعِير الكَيْل بأربعة عَشَر وخَمْسة عَشَر وأكثر، وأوّل من قَدِمَ مكّةَ القاضي فَخْر الدِّين ناظِر الجَيْش وَصلَ في الثاني عَشَر من ذي القَعْدة، وكان خُرُوجه من القاهرةِ في السادس عَشَر من شَوّال، فتَوجَّه أولًا إلى القُدس الشَّريف، وسافرَ منه على الطريق الشَّاميّ. وهو الذي أخبر بمَسْك الجاولي (١).

• - وفي الثالث والعِشْرين من ذي القَعْدة وصلَ نائبُ السَّلْطنة الأميرُ سيفُ الدِّين أرْغون هو وبيتُه وأولادُهُ ومماليكُه، ومعه الأمير رُمَيثة بن أبي نُمَيّ، وتألّمَ لذلك أهلُ مكّةَ، لكنَّ أمرَ مكّةَ إلى أخيه عُطَيْفة، وهو مَشْكورُ السِّيرة، وأهلُ مكّةَ يُحِبُّونه لعَدْله، وجاءَ إلى مكّةَ في هذه السَّنة من اليمنيّين والكَارِم خَلْقٌ كثيرٌ بسبب عَدْله.

• - وأُقِيمَ في هذه السَّنة من سُنَن الحَجّ أنَّهُم صَلّوا الصَّلَوات الخَمْس بمِنَى، وأقامُوا بها إلى أن أشْرَقت الشَّمْس، وصَلَّى جماعةٌ الظُّهرَ والعَصْر يوم عَرَفة بنَمِرة، وخَطَب خَطِيبُ مكّةَ بها بحُضُور نائب السَّلْطنة وجماعة، ووَقَفَ النّاسُ بعَرَفة إلى بعد دُخُول وَقْت المَغْرب، ومَشَى نائبُ السَّلْطنة من مكّةَ إلى عَرَفات.


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>