للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان يَشْهدُ ويحضرُ بعضَ المَدارس، وأصيبَ به والدُهُ، وصَبَرَ واحتَسَب، وسَمِعَ بقراءتي على ابن مُشَرَّف بدارَيّا، وكمّل ثلاثينَ سنة من العُمُر.

٤٣٠٥ - وفي ليلة الخَمِيس الثاني عَشَر من رَمَضان تُوفِّيت المرأةُ الصالحةُ الكبيرةُ أمُّ مُحمد ستُّ الفُقهاء (١) بنتُ يوسُف بن مُحمد الحَمَوية، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَت ظُهْر الخَمِيس بالقُرْب من المَدْرسة المُعَظَّمية.

سَمِعَتْ من البَلْداني بقراءة الفاضِلِيّ، وإفادته في بُستان الفاضل.

وكانت امرأةً جيِّدةً، صالحةً، حاجّة، لها مِلْكٌ ونِعْمةٌ وبِرٌّ ومَعْروف، وكانت تَصُوم الأشهر الثلاثة وغيرها من الأيام الفاضِلة، وتَحْفظ أحاديثَ وأخبارًا في الزُّهد وتُوردها عندَ مَن يَجْتَمِع بها من النُّسوان، وفيها حياءٌ وبِرٌّ وصَدَقةٌ، وكانت تُخَيّط احتسابًا إلى أن ماتت.

ومولدُها في سنة أربع وثلاثين وست مئة تقريبًا.

وذكرتْ أنَّ والدَها كانَ فَقِيهًا. وجَدَّها كانَ خَطِيب حَمَاة. وتَزَوَّجت بالمَجْد أيوب بن أبي الزَّهْر بن الخِيْسيّ (٢)، وهي أمُّ أولادِه: مُحمد، وعليّ، وأحمد، وهم رجالٌ أخيار.

• - وفي يوم الأحد مُنْتصف شهْر رَمَضان وصلَ الأميرُ سيفُ الدِّين قَجْلِيس المَلَكيُّ النَّاصريُّ إلى دمشقَ من بلادِ الشمال، وكانَ بين خُرُوجه من دمشقَ ودخوله إليها في هذه السَّفْرة أربعة أشهر وأيام، وأقامَ بدمشقَ قليلًا، وتَوجَّه إلى القاهرة المَحْروسة، وكانَ مُقَدَّمًا على الجَيْش الذين اجتمعُوا معه، وهم: الأمير سَيْف الدِّين كُجْكُن بمن معه من الأُمراء والجُنْد من دمشق، والأميرُ شِهاب الدِّين قَرَطاي نائب طرابُلُس ومن معه من عَسْكَر طرابُلُس، ودمشق،


(١) ترجمتها في: معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢٩٠.
(٢) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٨٤ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>