الأنصاريُّ الصِّقِلِّيُّ، ثم الدِّمشقيُّ، وصُلِّيَ عليه عَقِيب صلاة الجُمُعة بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبَرة الباب الصَّغير.
ومولدُه في عاشر رَمَضان سنة تسع وثلاثين وست مئة بدمشق، كذا ذكرهُ لي، ثم أحْضَرَ إليَّ خطَّ جدِّهِ وصورتُه: وُلِدَ مُحمد الثاني بن عَتِيق بن عبد الجَبّار في اليوم الثاني من شَهْر رَمَضان سنة تسع وثلاثين وست مئة.
وأمّا أخوه مُحمد الذي قَبْله فمولدُه في سنة ثلاث وثلاثين وست مئة، عاشَ عَشْر سِنين وماتَ.
وسَمِعَ هذا بعد موتِه على أبي البَرَكات عُمر بن عبد الوَهّاب بن مُحمد القُرشيّ ابن البَرَاذِعيّ "مَجْلس أهلية الإمامة" لابن عَساكر في يوم عَرَفة سنة ستٍّ وأربعين وست مئة، ولم يَظْهر له سِواه، وحَدَّث به مرّات كثيرة، وتفرَّدَ بروايتِه.
وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، شاهدًا تحتَ السّاعات، وعندَهُ معرفةٌ بالشُّرُوط، وكَتَبَ مدّةً طويلةً بين يدي القاضي شَمْس الدِّين ابن العزّ الحَنَفيّ. ثم إنّه في أواخِر عُمُره عَمِيَ، وانقطعَ عن التَّسبّب بالشَّهادة والكتابة، ولازمَ التِّلاوة، ورَتَّبه القاضي شَممْس الدِّين المَذْكور مُقْرئًا بالتُّربة الظّاهرية، وكانَ يَعْرف الخُطوطَ ويشهد عليها عند المالكيّ قبل العَمَى، رحمهُ الله.
٤١٦٩ - وفي يوم الجُمُعة الخامس من شَعْبان تُوفِّي شِهابُ الدِّين غازي (١) بنُ إبراهيم بن نَحْلة التّاجر، صِهْر شِهاب الدِّين بن السَّلْعوس.
(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب، ومن هذا البيت، نعني: نَحْلَة - بفتح النون وسكون الحاء المهملة وفتح اللام تليها هاء - أبو الحسن علي بن يحيى بن عثمان بن أحمد بن أبي المنى بن نحلة الدمشقي المتوفى سنة ٧٢٢ هـ، وترجمته في أعيان العصر ٣/ ٥٧٢، وتوضيح المشتبه ٨/ ٢٩٤، والدرر الكامنة ٤/ ١٦٢.