للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤١١٥ - وفي ليلة السَّبْت الثامن عَشَر من ذي الحِجّة تُوفِّي الشَّيخُ الفقيهُ الإمامُ المُحَدِّثُ الزّاهدُ جمالُ الدِّين أبو مُحمد رافعُ (١) بنُ هِجْرس بن مُحمد بن شافِع السَّلّامي الصُّمَيديّ، بالقاهرة، ودُفِنَ يوم السَّبْت قبل الظُّهْر.

وكانَ فقيهًا، مُحَدِّثًا، صالحًا، مَعْروفًا بالدِّيانة والاشتغال بالعِلْم، وكانَ مُقِيمًا بدمشقَ مع إخوتِه، وسَمِعَ من الشَّيخ شَمْس الدِّين، وفَخْر الدِّين ابن البُخاري، وابنِ الصّابُونيّ، وجماعة. ثم إنّه انتقلَ إلى القاهرةِ وأقامَ بها أكثرَ من ثلاثين سنة، وسَمِعَ بها الكثير، ورَحَلَ إلى الإسكندرية، وصارَ من قُرّاء الحَديثِ المَشْهورين، وتَزَوَّجَ ووُلدَ له، ثم قَدِمَ علينا دمشقَ زائرًا لأهلِه في سنة أربع عشرة وسَبْع مئة، فأقامَ شَهْرًا، وأسمعَ ولدَهُ "صحيح البُخاري". وقَرأ هو على الشَّيخ جمال الدِّين المِزَّي كتابَهُ "تهذيب الكَمال" (٢)، ثم عادَ إلى القاهرةِ واستمرَّ بها إلى أن ماتَ. وكانَ حجَّ من القاهرة، وسَمِعَ بالحِجاز الشَّريف.


(١) ترجمته في: ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٥٧، والمعجم المختص، ص ٩٨، والوافي بالوفيات ١٤/ ٧١، وأعيان العصر ٢/ ٣٦٤، وغاية النهاية ١/ ٢٨٢، والدرر الكامنة ٢/ ٢٣٣، والمنهل الصافي ٥/ ٣٤٠، والدليل الشافي ١/ ٣٠٣. وابنه محمد هو صاحب كتاب "الوفيات" الذي ذيّل به على هذا الكتاب، وتوفي سنة ٧٧٤ هـ.
(٢) وصلت إلينا أجزاء كثيرة من "تهذيب الكمال" بخط مؤلفه المزي، وفيها طباق السماعات، وثبت المزي خطه بسماع جمال الدين رافع وولده محمد في نهاية كل جزء من أجزاء الكتاب مع جماعة آخرين، وكان القارئ هو الشيخ رافع هذا، وفيما يأتي نص سماع الأجزاء ٦١ - ٦٣، من التهذيب: "سمع هذا الجزء والجزءين قبله علي بقراءة الإمام جمال الدين أبي محمد رافع بن أبي محمد بن محمد بن شافع السَّلّامي ابنه محمد، وعلاء الدين طيبرس بن عبد الله الفاروخي، وأولادي محمد وزينب وابن أخيهما عمر بن عبد الرحمن وأخته خديجة وأمهما فاطمة بنت محمد بن عبد الخالق وبنت خالهم خديجة بنت محمد بن إبراهيم بن صديق وأختها آسية، وصح ذلك يوم الأحد العاشر من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وست مئة. وكتب مصنّفه يوسف المزي".

<<  <  ج: ص:  >  >>