للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومولدُه في سنة خَمْسين وست مئة تقريبًا بمِصْر.

قَدِمَ دمشقَ وقرأ القرآن بالرِّوايات على الشَّيخ رَشِيد الدِّين ابن أبي الدُّرّ، والشَّيخ زين الدِّين الزَّواويِّ، وغيرِهما. وسَمِعَ جملةً كثيرةً من الحَديث، وحَدَّث بـ "جُزء ابن جَوْصا" عن كمالِ الدِّين عبد العزيز بن عبد الحارث، وكانَ يَحْفظ "التَّنْبيه" ويُصَحِّحه للطَّلَبة، وعندَهُ مَعْرفة بالنَّحو ومُشاركة في الفَضِيلة، وأقامَ مدّةً بالخانكاه السُّمَيْساطية، وله حَلْقة بالجامع يُقْرئ القُرآن العَظِيم تَلْقينًا وتَجْويدًا، ثم قُصِدَ لإقراء السَّبْعة، فقرأ عليه جَماعةٌ من الطَّلَبة وانتفَعُوا به، ووَلِيَ مشيخةَ الإقراء بدارِ الحَدِيث الأشْرَفية بدمشق.

وكانَ رَجُلًا صالحًا مُتَصوِّنًا، مُلازِمًا للطاعات، حَرِيصًا على الخَيْرات، عليه هيبة الطّاعة.

• - وفي يوم السَّبْت الحادي عَشَر من ذي الحِجّة تَوجَّه الأميرُ فَخْرُ الدِّين إياس الشَمْسِي من دمشقَ إلى طرابُلُس وجُعِلَ أميرًا هُناك، وعُزِلَ من ولايةِ الشَّدِّ بدمشق (١).

٤١١١ - وفي يوم السَّبْت حادي عَشَر ذي الحِجّة تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ سيْفُ الدِّين بهادُر (٢) الشَمْسِي بقَلْعةِ دمشق، ودُفِنَ بسَطْح المِزّة تحتَ تُرْبة المَسْعودي، وكانَ موتُه فُجاءةً. وكانَ أميرًا ثم إنَّهُ تَرَك الإمْرةَ ولَبِسَ زِيّ الفُقَراء مدّةً، ثم أُعيدَ إلى الإمْرةِ ووَلِيَ نيابةَ القَلْعةِ المَنْصورةِ بدمشق إلى أن تُوفِّي بها.


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٤.
(٢) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩١، وأعيان العصر ٢/ ٥٣، والسلوك ٣/ ١١، والدرر الكامنة ٢/ ٣٧، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>