وقال عزُّ الدِّين الحَسَنُ بن أحمد الإرْبِليُّ المتطبّب: كَتَبَ لي الشَّيخ تقيّ الدِّين بن تمّام مُدْرَجًا بخَطّه يشتمل عدّة قصائد، منها:
أسكّانَ المعاهِد من فؤادي … لكم في كلِّ جارحةٍ سُكونُ
أكرّر فيكم، أبدًا، حديثي … فيحلو والحَديث بكم شُجُونُ
وأنظمُهُ عقودًا من دموعي … فتنثره المحاجرُ والجُفُونُ
وأبتكِرُ المعاني في هواكمْ … وفيكُم كلُّ قافيةٍ تَهُونُ
وأسأل عنكم النَّكباء سرًّا … وسِرُّ هواكُمُ سرٌّ مَصُونُ
واعتنق النَّسيم لأن فيه … شمائلَ من معاطفكم تَبِينُ
فكمْ لي في محبّتكم غرامٌ … وكم لي في الغرام بكم فنونُ
وقال أيضًا من قصيدة:
بِيضُ الوجوه إذا افترّت مباسمُهُم … فاللؤلؤ الرطبُ حُلْوٌ كلُّهُ نَسَقُ
تَقَسَّم الحُسْنُ عنهم في الأنام … كما تجمّع الفضلُ فيهم وهو مفترقُ
كم زُرتُهم وغُصونُ الدَّوحِ دانيةٌ … أجني الثمارَ بها عفوًا وأرتزقُ
هُمُ الذين دَعَوني عبدهم، صدقوا … لمّا استرقّوا وقد مَنُّوا وما عتقوا
تحلوا الأحاديثُ عنهم كلّما ذُكِروا … فكيف إن شافهوا يومًا بما نطقوا
إني لأشكُرُ ما أوْلُوه من نِعَمٍ … شكرًا عليه قلوبُ الخلق تتّفقُ
وقال:
يا من عَصيْتُ عواذلي في حبِّه … وأطعتُ قلبي في هواهُ وناظري
لي في هواك صَبابةٌ عُذريّة … علقت بأذيال النَّسيم الحاجري
وحديثُ وجْدي في هواك مكرر … فلذلك يحلو إذ يمُرّ بخاطري