للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال عزُّ الدِّين الحَسَنُ بن أحمد الإرْبِليُّ المتطبّب: كَتَبَ لي الشَّيخ تقيّ الدِّين بن تمّام مُدْرَجًا بخَطّه يشتمل عدّة قصائد، منها:

أسكّانَ المعاهِد من فؤادي … لكم في كلِّ جارحةٍ سُكونُ

أكرّر فيكم، أبدًا، حديثي … فيحلو والحَديث بكم شُجُونُ

وأنظمُهُ عقودًا من دموعي … فتنثره المحاجرُ والجُفُونُ

وأبتكِرُ المعاني في هواكمْ … وفيكُم كلُّ قافيةٍ تَهُونُ

وأسأل عنكم النَّكباء سرًّا … وسِرُّ هواكُمُ سرٌّ مَصُونُ

واعتنق النَّسيم لأن فيه … شمائلَ من معاطفكم تَبِينُ

فكمْ لي في محبّتكم غرامٌ … وكم لي في الغرام بكم فنونُ

وقال أيضًا من قصيدة:

بِيضُ الوجوه إذا افترّت مباسمُهُم … فاللؤلؤ الرطبُ حُلْوٌ كلُّهُ نَسَقُ

تَقَسَّم الحُسْنُ عنهم في الأنام … كما تجمّع الفضلُ فيهم وهو مفترقُ

كم زُرتُهم وغُصونُ الدَّوحِ دانيةٌ … أجني الثمارَ بها عفوًا وأرتزقُ

هُمُ الذين دَعَوني عبدهم، صدقوا … لمّا استرقّوا وقد مَنُّوا وما عتقوا

تحلوا الأحاديثُ عنهم كلّما ذُكِروا … فكيف إن شافهوا يومًا بما نطقوا

إني لأشكُرُ ما أوْلُوه من نِعَمٍ … شكرًا عليه قلوبُ الخلق تتّفقُ

وقال:

يا من عَصيْتُ عواذلي في حبِّه … وأطعتُ قلبي في هواهُ وناظري

لي في هواك صَبابةٌ عُذريّة … علقت بأذيال النَّسيم الحاجري

وحديثُ وجْدي في هواك مكرر … فلذلك يحلو إذ يمُرّ بخاطري

<<  <  ج: ص:  >  >>