للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحمدَ بنِ تَمّام بن حَسّان التَّلِّيُّ، ثم الصّالحيُّ الحَنْبليُّ، ودُفِنَ من الغد قبل الظُّهْر عند أبويه بمقابر المَرْداويّين، بالقرب من تُرْبة الشَّيخ أبي عُمر بسَفْح قاسيون.

ومولدُه في سنة خمسٍ وثلاثين وست مئة.

ذكرَ لي أنَّ الشَّيخ العِماد بن العِماد أخبرَهُ بذلك.

وحَجّ في سنة إحدَى وخَمْسين وست مئة وهي سنة حجّ ابن وَدَاعة. وفيها حَجّ الشَّيخ شَمْسُ الدِّين بن أبي عُمر.

وكانَ شيخًا فاضلًا، بارعًا في الأدب، حَسَنَ الصُّحبة، مليحَ المُحاضرة، صَحِبَ الفُضَلاءَ والفُقَراءَ، وتَخَلَّق بالأخلاق الجَمِيلة، وقرأ النَّحْو على الشَّيخ جمالِ الدِّين بن مالك وعلى ولدِه بَدْر الدِّين، وصَحِبه ولازَمَهُ مدّةً، وأقامَ بالحجاز مدّةً، واجتمعَ بالتّقيّ الحَوْرانيِّ، وابن سَبْعين، وسافَرَ وطوَّفَ وأقامَ بالدِّيار المِصْرية مدّةً، وسَمِعَ الحَديثَ من ابن قُمَيْرة، وتفرَّدَ عنه بالجُزء الرّابع من "حديث الصَّفّار" ومن المُرْسيّ، واليَلْدانيّ، وخَطيب مَرْدا، والكَفْرَطابيّ، وإبراهيم بن خليل، وجماعة.

وخَرَّجَ له فَخْرُ الدِّين بنُ البَعْلَبكّي "مشيخةً" قرأتُها عليه، وكتَبْنا عنه من نَظْمه. وكانَ زاهدًا مُتَقلِّلًا من الدُّنيا، لم يكن له أثاثٌ ولا طاسَة ولا فِراش ولا سِراج ولا زُبْدِيّة (١)، بل كانَ بيته خاليًا من ذلك كُلِّه؛ حدَّثني بذلك أخوهُ الشَّيخ مُحمد.

وقال لي القاضي شهابُ الدِّين محمود الكاتب: صحِبتُه من أكثر من خَمْسين سنة، وأثنَى عليه ثناءً جميلًا، وعَظَّمه وبَجَّلهُ ووصفَهُ بالزُّهد والفراغ من الدُّنيا. وذكر نحو ما ذكرَ أخوه.


(١) الزبدية: الإناء من الخزف الصيني (تكملة المعاجم لدوزي ٥/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>