للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهَلَّت سنة سَبْع عَشْرة وسبع مئة بغير مَطَر، فاشتدّ الغلاء ضعفَ ما كانَ. فلمّا هَلَّت سنة ثماني عَشْرة عَظُمت البَلِيّة بسبب استمرار الحال من قِلّة المَطَر وموت الفلّاحين وجَلائهم من البِلاد، وبسبب جَوْر الدَّولة التَّتارية، ومَوْت الملك خَرْبَندا، وتغيُّر الدَّولة، وبسبب غاراتٍ وَقَعَت عندهم من ناحية الشّام ومن الأكْراد.

وفي شهْر رَجَب وشَعْبان ورَمَضان من سنة ثماني عَشْرة وردت الأخبار بأنّ المَوْت قد قلّ في جَمِيع البلاد المَذْكورة، ولكن الغلاء مُستمرّ في المَوْصل والعِراق.

وأمّا سِنْجار ومارِدِين فرخص القُوت فيها (١).

نَقَلْتُ ذلك من خط عزّ الدِّين الحَسَن بن أحمد بن زُفَر الإرْبِليِّ الصُّوفيِّ الطَّبِيب، واختصرتُ بعضَهُ.

٤٠٣٤ - وفي المُحَرَّم تُوفِّي الشَّيخُ الكبيرُ الأصيلُ المُعَمَّر قُطْبُ الدِّين أبو حَفْص عُمرُ (٢) ابنُ القاضي بهاءِ الدِّين عبد العزيز بن الحُسَين بن عَتِيق بن الحُسَين بن رَشِيق الرَّبَعِيُّ المالكيُّ المِصْريُّ، بها.

وكانَ من العُدُول، ويَخْدمُ بمشهَد السيِّدة نَفِيسة. سَمِعَ من ابن المُقَيَّر، ومُحيي الدِّين يوسف بن الجَوْزيّ.

ومولدُه بمِصْر في أحد الجُمادَيين سنة إحدى وعِشْرين وستِّ مئة بدَرْب البلاط.

وهو من بيتٍ كبير مَعْروف بالفِقه والدِّين؛ كانَ والدُهُ فقيهًا، عالمًا، وكانَ جدُّه أبو عليّ الحُسَين، شيخَ المالكية بمِصْر.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٢ - ٢٩٤، وذيل العبر، ص ٩٦، وذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٦٠ - ١٦١، والبداية والنهاية ١٦/ ١٣١، والسلوك ٣/ ٣.
(٢) ترجمته في: أعيان العصر ٣/ ٦٣٨، والوافي بالوفيات ٢٢/ ٥١٥، وذيل التقييد ٢/ ٢٤٤، والدرر الكامنة ٤/ ٢٠١، وذكره الذهبي فيمن توفي سنة ٧١٨ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>