للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سَمِعَ وهو كبيرٌ ابن خَمْس (١) وأربعين سَنة من ابن عبد الدّائم المَقْدسي "جُزء ابن عَرَفة"، و"جُزء الحَوْراني"، وحَدَّث بهما عنه، وأجازَ له الرَّشيدُ بنُ مَسْلَمة، والسَّديد بن عَلّان، وجماعةٌ، ولم تكن روايته على مِقْدار عُمُره.

ورثاهُ القاضي شِهابُ الدِّين محمود بقصيدةٍ عِدّتُها ثلاثة وأربعون بيتًا، أوّلها:

لتَبْكِ المَعالي والنُّهَى الشَّرَفَ الأعلى … وتَبْك الوَرَى الإحسانَ والحِلْمَ والفَضْلا

وفارقَ منه الدَّسْتُ صَدْرًا مُكَملًا … رَحِيبًا يردّ الحَزْنَ تَدْبِيرُه سَهْلا

تولَّى حَمِيدًا ما أساءَ إلى امرئ … فأغضَبَهُ قولًا وكَمْ سرَّه فِعْلا

ولا شانَ مَرْزوقًا، ولا سَبَّ مُسْلمًا … ولا تاه كِبْرًا منذ كان، ولا استعلَى

سأنْدِبُه عُمْري، وأرثيه جاهِدًا، … وأُكثِرُ فيه من بُكائِي وإن قَلّا

ولم لا وقد صاحَبْتُهُ جُلّ مُدَّتي … أراهُ أبًا بَرًّا ويَعْتَدّني نَجْلا

ومنها:

عزاؤك محيي الدين في الذّاهب الذي … قَضَى إذ قَضَى فَرْض المناقب والنَّفْلا

وقالوا قَضَى عُمرًا طويلًا، نَعَم قَضَى … زَمانًا ولم تُعرَف له صَبْوةٌ أصلا

وكانَ حَمِيدَ الظنِّ جدًّا بربِّه … ويُحسِنُ في أهل التُّقَى القولَ والفِعْلا

ورثاهُ أيضًا الشَّيخُ علاءُ الدِّين بن غانِم، والشَّيخُ نَجْمُ الدِّين حَسَن بن مُحمد القُرشيُّ الصَّفديُّ بقصيدةٍ تُقارب خَمْسين بيتًا، ومَطْلعُها:

نُكِبَتْ شُمُوس العُلَى وجدًا على الشَّرَف … وأصبحت في حَضِيض من خَوِي الأسف


(١) في الأصل: "خمسة".

<<  <  ج: ص:  >  >>