للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشَّيخ الإمام العَلّامة مُفْتي المُسْلمين زَيْن الدِّين عُمر بن مكّي بن عبد الصَّمَد الشافعيُّ، المَعْروفُ بابن وكيل بَيْت المال، وبابن المُرَحِّل بدارٍ في الجَمَلون قريبًا من الجامع الحاكميِّ بالقاهرة، ودُفِنَ من يومِه بالقُرْب من الشَّيخ أبي مُحمد بن أبي جَمْرة بتُربة القاضي فَخْر الدِّين ناظر الجَيْش بالقَرافة.

ومولدُه في شَوّال سنة خَمْسٍ وستِّين وست مئة بدِمْياط.

وكانَ من أعيان الفُضَلاء، صاحب فُنُون وعُلوم، وأفتَى وله اثنتان وعِشْرون سنة. ودَرَّس بالمَدارس الكِبار بالبلاد الشّامية والدِّيار المِصْرية، وكانَ النّاسُ مُجمعينَ على كَثْرةِ فَضَائِله وعُلومِه، وله صِيْتٌ مشهورٌ بينَ النّاس بالفَضِيلة، وله تقدُّمٌ عندَ السُّلطان والدَّولة، وباشرَ مشيخةَ دار الحديث الأشرفية بدمشقَ مدّةً، ثم نَزَحَ عن دمشق وأقامَ بحَلَب مدّة، ثم انتقلَ إلى الدِّيار المِصْرية وسكنَها إلى أن ماتَ بها. وكانَ كثيرَ الاشتغال والنَّظَر والبَحْث، يَعرفُ الفقهَ، والأصْلَيْن، والنَّحوَ، والطِّبّ، والأدَب، وغير ذلك. وله شِعْر كثير رَقِيق من جيِّد الشِّعر، وكانَ له أصحابٌ وأتباع ومُحِبُّون تأسّفوا لفَقْده. ولمّا كانَ بدارِ الحَدِيث رَوَى قطعةً كبيرةً من "صحيح مُسلم" عن الأمين الإرْبِليِّ، والعامريِّ، والمِزِّي مَشايخنا، وكانَ سمِعَ "مُسنَد الإمام أحمد" رضي الله عنه، على ابن علّان، وسَمِعَ الكُتُب السِّتّة على شُيوخنا، ووَصَل الخَبَر بموتِه إلى دمشقَ في آخر يوم من السَّنة مع البَرِيد، وعُمِلَ عزاؤه بُكْرة الجُمُعة ثالث المُحَرَّم من السَّنة الآتية تَحْت النَّسْر بجامع دمشق. وفي هذا اليوم صُلِّي عليه صَلاة الغائب، ورثاهُ بعضُ الفُضَلاء: نَجمُ الدِّين الصَّفَدي، وعلاءُ الدِّين بن غانِم، ونَجْمُ الدِّين القَحْفازي، وغيرهم من الشُّعراء، ووصفُوا فضائلَهُ ومناصبَهُ ومروءتَه، رحمهُ اللهُ تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>