للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٩٥٠ - وفي يوم عَرَفة تُوفِّي عِمادُ الدِّين إسماعيلُ (١) ابنُ نَجْم الدِّين عبد الله الفُوعِيُّ، ودُفِنَ من يومِه بسَفْح قاسيون.

وكانَ وكيل الأمير سَيْف الدِّين قَجْليس، وفيه نَهْضةٌ وكفاءةٌ، وحَصَّل ثروةً، ودخل في أسبابِ الدُّنيا، وعَمَر الحوانيت على باب الصَّغير لموكّله المَذْكور. وكان يُذْكَرُ عنه وعن والدِه تَشَيُّعٌ.

• - وعَقِيب عيد الأضحى وصَلَت الأخبار إلى دمشق باستقرار وَلَد خَرْبَندا في المُلْك بعد أبيه، وأنه خُطِب له في جَمِيع مَمْلكة والدِه، واسمه أبو سَعِيد، وهو صَبِيٌّ عُمُره إحدى عَشْرة سنة، وأنَّ أربابَ دولتهم مُصَادرون ومَطلُوبون بالأموال، وأنَّ خَرْبَنْدا كان سُمَّ، وعاشَ بعد ذلك عِشْرين يومًا أو نَحْوها، وقَتَلَ جماعةً ممّن اتُّهم بذلك، أو وافقَ عليه من الرِّجال والنِّساء، واستمرَّ في الوِزارة عليّ شاه التِّبريزيُّ، وتَولَّى تدبيرَ الدَّولة والجيوش الأمير جُوبان (٢).

• - ووَصلَ الخَبَرُ في التّاريخ المَذْكور بأنَّ الشَّريفَ حُمَيْضةَ بن أبي نُمَيّ الحَسَنيَّ المكيَّ كانَ قد لَحِقَ بخَرْبَندا، وأقامَ في بلادِه أشهُرًا، وطَلَب منهُ جَيْشًا يغزو بهم مكّةَ، وساعدَهُ جماعةٌ من الرّافضة على ذلك، وجَهَّزوا له جَمْعًا من خُراسانَ وكانوا مُهْتَمّين بذلك، فقدَّرَ اللهُ تعالى مَوْت خَرْبَندا وبَطل ذلك بحَمْد الله تعالى، وفَرِحَ المُسلمونَ أهل السُّنة والجَماعة بما يَسَّرهُ اللهُ تعالى عندَ موتِ خَرْبَندا من إهانة الرَّوافض وإذلالهم في جَميع مملكته، ومن إعزازِ أهلِ السُّنة وإعادةِ الخُطُب في جَميع ممالكة بذكْرِ الشَّيْخين رضي الله عنهما، فإنَّ أهلَ السُّنة كانُوا في غَمٍّ شديد من ذلك من مدّة سِنين، وجَرَت فِتَنٌ عظيمةٌ


(١) ترجمته في: البداية والنهاية ١٦/ ١٢٣، والدرر الكامنة ١/ ٤٥٤.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١١٨، والنهج السديد ٣/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>