الزّاهدِ المُحدِّث بقيّة السَّلف مَجْد الدِّين أبي الفَضْل يوسُف بن مُحمد بن عبد الله بن المِهْتار الكاتب المِصْريُّ الأصل، الدِّمشقيُّ الشّافعيُّ، خارج باب الفَراديس بدمشق، وصُلِّي عليه عَقِيب الظُّهْر من يوم الاثنين بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسيون في قَبْرٍ كانَ أعدَّه لنفسه بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين ابن قُدامة، رحمه الله.
ومولدُه في الخامس والعِشْرين من شَهْر رَجَب سنة سَبْع وثلاثين وست مئة بدمشق.
سَمِعَ من ابن الصَّلاح، والمُرَجّى بن شُقَيْرة الواسطيّ، ومكيّ بن علّان، وشَرَف الدِّين المُرْسيّ، وجماعة يبلغ عددهم أكثر من ستّين، وانفردَ برواية "علوم الحَديث" لابن الصَّلاح عن مؤلفه مدة سنين، وبقطعةٍ كبيرِة من "سُنَن البَيْهقي"، وبـ"الطوالات" للتَّنُوخي، وبـ"الزُّهد" للإمام أحمد -رضي الله عنه-، وغير ذلك. وأجازَ له من دمشقَ السَّخاويُّ، وشيخُ الشُّيوخ ابن حَمُّوْيَة، وإبراهيم ابن الخُشُوعيِّ، وعبدُ الحقّ بن خَلَف وجماعة. ومن الدِّيار المِصْرية فخر القضاة ابن الجَبّاب، وظافر بن سحم المُطَرِّز، وسِبْط السِّلَفيِّ، وابن رَوَاج، وعليّ بن زيد التَّسَارسيُّ، وعَلَمُ الدِّين عليّ ابن الصّابونيِّ، وابنُ الجُمَّيْزيِّ، والسَّرّاج مُحمد بن يحيى بن ياقوت، وهبة الله بن مُحمد المَقْدسيُّ، وهم من أصحاب السِّلَفِيّ. وأجازَ له أيضًا أبو الحَسَن ابن المُقَيَّر.
وحَدَّث بالكثير؛ قرأتُ عليه "الاعتقاد" و"الآداب" للبيهقيِّ، و"عُلُوم الحَديث" و"الطوالات" للتَّنُوخيّ، وقطعةً من الأجزاء، وحَدَّث بـ"الزُّهد" للإمام أحمد -رضي الله عنه- بكماله.